في قرية الولجة جنوب القدس، تقف أقدم شجرة زيتون في الضفة الغربية شاهدة على آلاف السنين من الصمود. يقدَّر عمرها بأكثر من 5500 عام، جذورها مغروسة في الأرض وأغصانها تعانق السماء، تروي حكاية فلسطين رغم ما يحيط بها من عنف واحتلال.

صلاح أبو علي، حارس الشجرة، يعتني بها منذ سنوات ويقول إن فريقًا زراعيًا دوليًا أكد أنها أقدم شجرة زيتون في العالم. يبلغ قطرها 25 مترًا، وارتفاعها 13 مترًا، وتغطي مساحة 250 مترًا مربعًا. يصفها بأنها "قطعة من الجنة على الأرض".

رغم الجفاف الذي أثّر على المحصول هذا العام، تواصل الشجرة إنتاج زيت يُعد من أجود الأنواع في العالم، يفوق سعره الزيت العادي بخمسة أضعاف. ويؤكد أبو علي أن زوارًا من مختلف الدول يأتون سنويًا لقطف ثمارها.

لكن خلف هذا الجمال، تتواصل المعاناة. فقد شهد موسم قطف الزيتون هذا العام مئات الاعتداءات في الضفة الغربية، شملت إطلاق نار واعتقالات ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، إضافة إلى تخريب أكثر من 1500 شجرة.

ويقول خضر الأعرج، رئيس بلدية الولجة، إن القرية تواجه مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والجدار العازل، في محاولة لتهجير السكان وتقييد البناء.

في الولجة، كما في نابلس ورام الله وسائر فلسطين، تبقى شجرة الزيتون رمزًا للحياة، تهمس للعالم بأن في فلسطين حتى الأشجار تقاوم.

تقرير: حذام عجيمي