بعد خمسة عشر عامًا من التخطيط والمراقبة، أفرجت واشنطن عن معلومات سرية جديدة بشأن منشأة فوردو النووية الإيرانية، في محاولة لوضع حد لعاصفة التكهنات والتشكيك التي ضربت الإعلام الدولي بعد الضربة الأميركية الأخيرة.

رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، داني كين، كشف عن تفاصيل عملية سرية قادتها "هيئة الحد من التهديدات الدفاعية"، وهي وحدة متخصصة في استهداف المنشآت المحصنة تحت الأرض. منذ أن بدأت إيران بناء منشأة فوردو قبل 15 عامًا، كانت الهيئة تتابع الموقع بدقة.

الجنرال عرض مخططات لنظام التهوية في فوردو، موضحًا أنها كانت نقطة الضعف التي استُهدفت بدقة، عبر قنابل GBU-57 المطورة خصيصًا لاختراق التحصينات العميقة. كما عرض مشاهد توضح قدرات تلك القنبلة، التي قال إنها تم تطويرها بشكل خاص لتدمير موقع فوردو.

في المقابل، قللت إيران من أهمية الضربة. المرشد الإيراني علي خامنئي، وفي أول ظهور له بعد "حرب الأيام الاثني عشر"، قال إن الهجوم لم يحقق أي شيء مهم، واتهم واشنطن بالمبالغة والتضليل.

وبرغم محاولات طهران التهوين من تأثير الضربة، فإن ما كُشف من خرائط وتسجيلات وتقييمات استخباراتية رسمية، يشير إلى أن الهدف كان مرصودًا بدقة، والرسالة وصلت بوضوح.

في الحروب الصامتة، لا تُقاس النتائج بالتصريحات، بل بما تبقى من القدرة على الرد، أو ما يُفقد منها.

تقرير: صهيب الفهداوي