في ألمانيا، يدور كثير من الجدل حول الدفاع والطاقة منذ الحرب الأوكرانية الروسية، وفي صميم هذا الجدل يُطرح السؤال عن التكنولوجيا النووية. استطلاع حديث للرأي وجد منظموه أن أغلبية لا بأس بها من الألمان تؤيد إنشاء درع نووية لأوروبا، وهو أمر كان قبل أشهر قليلة مستبعد الحدوث، إذ لطالما وجدت الأسلحة النووية دوما أصواتا معارضة قوية.

ألمانيا هي البلد الوحيد في العالم الذي تخلّى طوعا عن الطاقة النووية وأغلق قبل قرابة السنتين آخر مفاعلاته النووية، بقرار تم في عهد المستشارة أنجيلا ميركل، وتم تطبيقه إبّان تولي أولاف شولتس منصب المستشار. وبالرغم من أن القرار حظي بدعم جماهيري وسياسي في البداية، إلا أن التخلّي عن مفاعلات إنتاج الطاقة بالتزامن مع فقدان البلاد إمدادات الطاقة الرخيصة من روسيا، ولّد أزمة وارتفاعًا في الأسعار، ومعها كثير من الانتقادات والندم.

لطالما عُدّ التسلح النووي موضوعا بالغ الحساسية في ألمانيا، ومن الخطوط الحمراء، وبرغم ذلك باتت وسائل الإعلام مؤخرا أكثر جرأة في تناوله، ما يمهد ربما لتغير السياسة الألمانية.

في ظل سعي برلين المحموم والمعلن لبناء قدراتها العسكرية في الآونة الأخيرة، لم يعد التسلح النووي أمرا مستبعدا، ولو بعد حين.

تقرير: ماهر الحمداني