في قلب إسطنبول، وفي أروقة القنصلية الإيرانية دارت مفاوضات هي الأولى من نوعها بين إيران والترويكا الأوروبية منذ أن دمرت الطائرات الأميركية والإسرائيلية منشآت إيران النووية الشهر الماضي.

حوار اتّسم كما وصفه الجانب الإيراني بالجدية والصراحة والتفصيل وسط تصاعد ضغط الساعة الدبلوماسية واقتراب مهلة أكتوبر الحاسمة.

وتبادل الوفدان الإيراني والأوروبي أفكارا محددة حول رفع العقوبات ومصير البرنامج النووي فيما لوّحت أوروبا بسيف آلية سناب باك لإعادة فرض عقوبات أممية إذا لم تُحرز طهران تقدما ملموسا قبل نهاية أغسطس.

في المقابل، شددت إيران على حقوقها المشروعة في التخصيب ورفضت أي حديث عن تمديد قرار مجلس الأمن 2231 واعتبرت تهديدات الترويكا فاقدة للشرعية.

وتحت طاولة المحادثات، تتراكم علامات استفهام ثقيلة: أين اختفى 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب وهل تعود فرق التفتيش الأممية إلى المواقع الإيرانية قبل أن تنفد المهلة الدولية.

فيما يبدو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية متفائلا لكن الدبلوماسيين الأوروبيين لا يخفون قلقهم.

ولم يكن الاجتماع مجرد لقاء تقني بل محطة اختبار لمدى واقعية العواصم الغربية كما وصفه متحدث الخارجية الإيرانية أما الوزير عباس عراقجي فحسم الموقف بكلمات حديدية التخصيب سيستمر ولن تتخلى إيران عن حقوق شعبها.

وبذلك، انفضّت الطاولة لكن اللعبة لم تنته بعد، فما زال أمام طهران وأوروبا هامش ضيق بين التفاهم والاحتدام.

تقرير: علي الموسوي