2025-06-23
حل العام 1979، وكانت إيران تقف على حافة الانفجار.
الشاه محمد رضا بهلوي، بحكمه الملكي المدعوم غربيًا، فرض تحديثًا سريعًا وتغريبًا للنسيج الإيراني، وسط احتقان شعبي متراكم، وقمع سياسي متصاعد، واستياء في الأوساط الدينية والاجتماعية.
وفي لحظة فارقة، سقط الشاه، وعاد الإمام روح الله الخميني من منفاه في باريس.
سقطت الملكية، لكن ما بني على أنقاضها لم يكن نظامًا جمهورياً تقليديًا، بل جمهورية دينية بملامح لا يشبهها نظام آخر.
منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، بنت إيران نظامًا معقدًا يتقاطع فيه الدين والأمن والدولة، يُعرف بالنظام الثيوقراطي العسكري، يقوده رجل واحد يجمع بين السلطة الدينية والسياسية: المرشد الأعلى، أو كما يسمى فقهيًا "الولي الفقيه".
في زمن غيبة الإمام المعصوم، يجب أن يقاد الناس بفقيه جامع للشرائط. هكذا أفتى الإمام الخميني، واضعًا الأساس لنموذج الحكم الجديد.
ومع وفاته، تسلم علي خامنئي الراية، رغم تحفظات من بعض المرجعيات التي رأت فيه شخصية ضعيفة، كما كشفت رويترز لاحقًا. لكن خامنئي عزز قبضته عامًا بعد عام، حتى بات صانع القرار الأول بلا منازع.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي في جوهرها دولة دينية ذات واجهات جمهورية، تدار عبر تسلسل هرمي صارم:
وبينما تتحرك آلة الحكم بثبات، يظل الشارع الإيراني في حالة غليان دوري، من احتجاجات الطلبة عام 1999، إلى الحركة الخضراء في 2009، مرورًا بأزمات البنزين والاقتصاد، وانفجار الغضب إثر مقتل مهسا أميني في 2022.
ورغم أن شكل النظام يوحي بالتعدد والتوازن، إلا أن المضمون يختصر القرار في قبضة واحدة.
تقرير: مالك دغمان