2025-06-24
مئة صاروخ خلال ساعتين فقط انطلقت من تل أبيب، وأصابت أهدافا دقيقة في قلب طهران.
منشأة "فوردو" النووية عادت إلى واجهة الاستهداف، في حين طالت الضربات أيضا مقار تابعة لـ"فيلق ثأر الله" التابع للحرس الثوري، ومراكز للباسيج، إلى جانب أجهزة حكومية حساسة في العاصمة الإيرانية.
أما سجن "إيفين" السيئ السمعة، والذي يقارن بسجن الباستيل في فرنسا، فكان من أبرز الأهداف التي ركز عليها الجيش الإسرائيلي، ولا سيما بواباته الغربية، حيث يحتجز المعارضون السياسيون الأشد خطورة في البلاد.
اليوم الحادي عشر من المواجهة بين تل أبيب وطهران لم يكن يوما عاديا، بل جاء الأعنف حتى الآن، من ناحية الحدة والتركيز، حيث بدا أن كلا الطرفين انتقلا إلى مرحلة جديدة من الصراع.
إيران بدورها لم تبق مكتوفة الأيدي؛ ففي قصف الإثنين، استخدمت طهران للمرة الأولى صاروخ "خيبر" الباليستي المتعدد الرؤوس، مستهدفة منشأة حيوية في "أسدود"، ما تسبب بانقطاع تام للكهرباء في جنوب إسرائيل.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ أربكت الصواريخ الإيرانية حركة الطيران في مطار بن غوريون، وأجبرت ثلاث طائرات مدنية على تغيير مسارها، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إيرانية.
الصراع بين إسرائيل وإيران خرج عن نطاق المواجهات التقليدية، لينتقل إلى مستوى الضربات النوعية.
حيث كل هجوم يخطط له بدقة، وكل هدف ينتقى بعناية فائقة، وكل عملية تنفذ بهدف إحداث تحول استراتيجي في موازين القوى.
الصراع لم يعد يتعلق بعدد الصواريخ، بل بقيمتها وتأثيرها... ومن يملك القدرة على تغيير قواعد اللعبة أولا.
تقرير: إيسامار لطيف