Mask
Logo

أخبار-دولية

ترامب يحوّل "تروث سوشيال" إلى ناطق غير رسمي باسم البيت الأبيض

2025-06-26

قبل أن تكون هناك "تروث سوشيال"، كان هناك ترامب وتويتر.

علاقة حب مأساوية انتهت بـ"بلوك" تاريخي، وكأنها رواية رومانسية حزينة من إنتاج نتفليكس، لكن مع مزيد من الكبسولات الحمراء، وأقل بكثير من الواقعية.

فعاد ترامب وقال: إذا طردتموني من تويتر، فسأبني منصة خاصة بي.

وهكذا وُلدت "تروث سوشيال"، المنصة التي بدأت كصرخة حرية، وانتهت كجهاز اتصال لاسلكي بين ترامب وترامب نفسه.

"تروث سوشيال" ليست مجرد منصة، بل تحولت إلى منبر ناطق للبيت الأبيض، إلى درجة لم يعد هناك داعٍ للمتحدثة الرسمية باسم البيت البيضاوي.

منشورات يومية، قرارات سياسية، رؤى اقتصادية، وتهديدات نووية... كلها تُعلَن من هناك.

تصريحات ترامب بشأن "ريفييرا الشرق" انطلقت من منصة "تروث سوشيال"، وتفاصيل المفاوضات تُكشف هناك أولًا.

أما ما يجري في كواليس واشنطن، فلا يتردد الرئيس الأميركي لحظة في مشاركته عبر المنصة نفسها.

حتى مجريات الحرب بين إيران وإسرائيل، وقرار وقفها، كُشف عنها هناك أيضًا.

كل صباح، يستيقظ ترامب، يصب قهوته، يفتح "تروث سوشيال"، وينقذ العالم... على الأقل في رأسه.

لكن المفارقة، رغم أنه أنشأ منصة كاملة ليتحدث بحرية، لا يستطيع التوقف عن إعادة النشر على "إكس".

الحقائق على "تروث"، والـ"ريتروث" على "إكس"... إنه أشبه بنظام بيئي إعلامي جديد، حيث ترامب يكتب، وترامب ينشر، وترامب يعيد النشر.

فمنصة الرئيس الأميركي ليست فقط منبرًا، بل مسرح أحادي البطل.

عدد المستخدمين محدود؟ نعم. أغلبهم من أنصاره، والقسم الآخر يراقب ما يقوله ساكن البيت الأبيض.

المنصة تنهار أحيانًا؟ بالتأكيد. لكنه لا يهتم.

المهم أن هناك مكانًا يستطيع فيه أن يكتب: أنا الأذكى، أنا الأعظم، وأنا وحدي أعلم الحقيقة.

وهكذا، من منصة وُلدت من الحظر، إلى منبر لا يُحظر عليه شيء... ترامب أثبت مرة أخرى:

إذا لم تجد جمهورك... اخترعه، وصوّت له، وامنحه منصة.


تقرير: إيسامار لطيف

Logo

أخبار ذات صلة