2025-09-02
يتصاعد التحذير من مواجهة مفتوحة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وتبرز قضية التشويش على أنظمة الملاحة الجوية في أجواء أوروبا الشمالية كإشارة جديدة على حجم المخاطر الأمنية. مسؤولون عسكريون في الناتو قالوا إن الأنشطة الروسية تشمل استخدام تقنيات حرب إلكترونية تؤثر على الملاحة المدنية والعسكرية، وهو ما يثير قلق الحكومات الأوروبية.
ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا أن تكون بلاده تسعى لمواجهة مباشرة مع الحلف، لكنه شدد على أن روسيا سترد على أي تهديد لأمنها القومي، ووصف التحركات الغربية بأنها استفزازية، مؤكدا أن موسكو تملك الأدوات الكافية للرد.
وفي الوقت الذي تثار فيه قضية التشويش على طائرة رئيسة المفوضية الأوروبية، تتدرب قوات بحرية متعددة الجنسيات بقيادة ألمانية في بحر البلطيق. وزراء ومسؤولون أوروبيون يرون أن التهديد الروسي لم يعد نظرية بل واقعا يستدعي خطوات عملية، والاتحاد الأوروبي دعا إلى رفع مستوى التنسيق الدفاعي وتعزيز قدرات الردع، فيما حذرت عواصم عدة من أن التشويش الإلكتروني يشكل خطرا مباشرا على سلامة الطيران والملاحة.
وتشير توقعات إلى أن الإنفاق العسكري الأوروبي عام 2025 قد يصل إلى 380 مليار يورو، وهو مستوى قياسي يعكس حجم المخاوف من استمرار الحرب في أوكرانيا وتوسع التوتر مع روسيا. أرقام الخبراء توضح أن هذا المبلغ يمثل ضعفي ما كانت دول الاتحاد تنفقه قبل عقدين، مع تخصيص حصة كبيرة للتسلح والتقنيات الدفاعية الحديثة.
وقد حذرت العديد من الجيوش وأجهزة الاستخبارات الغربية من أن موسكو قد تكون مستعدة لمهاجمة دولة عضو في حلف الناتو في غضون 3 إلى 5 سنوات إذا انتهت الحرب في أوكرانيا.
وبين تحذيرات الناتو وتشكيك موسكو وتصاعد القلق الأوروبي، تبدو القارة أمام سباق تسلح جديد تدفعه الهواجس الأمنية وتغذيه حرب أوكرانيا التي لم تضع أوزارها بعد.
تقرير: صهيب الفهداوي