في تناقض لافت مع التصريحات الرسمية، كشف تقرير سري لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية أن الضربات الجوية الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية لم تدمّر البنية التحتية الحيوية كما أُعلن، بل أدت فقط إلى إغلاق مداخل منشأتين، دون التسبب بانهيارات داخلية.

بحسب مسؤولين مطّلعين على مضمون التقرير، فإن تأثير الغارات اقتصر على تأخير البرنامج النووي الإيراني لأشهر قليلة، وليس لسنوات كما روّجت بعض التصريحات في واشنطن.

المعلومات الاستخباراتية تأتي في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سارع إلى نسب الفضل لنفسه في إنهاء القتال بين إسرائيل وإيران، وادعى أنه "دمّر كافة القدرات النووية الإيرانية" خلال الضربات الأخيرة.

وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قال ترامب: "كان لي شرف عظيم أن أوقف الحرب بعد تدمير المنشآت النووية!"… لكن تقييمات الخبراء والاستخبارات شكّكت بصحة هذا الادعاء.

في السياق ذاته، أكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن التقييمات الأولية لديهم تتطابق مع ما ورد في التقرير الأميركي، مشيرين إلى أن إيران لا تزال تحتفظ بمنشآت تحت الأرض ولم تُصب بأذى، وقد تكون أنشأت مرافق سرّيةً لضمان استمرارية التخصيب في حال تعرضت المنشآت الكبرى لهجمات.

ورغم الضربات، أعلنت الحكومة الإيرانية أنها اتخذت إجراءات مسبقة لتفادي توقف العمل في منشآتها النووية، مؤكدة أن خطة إعادة التشغيل كانت جاهزة ومفعّلة فوراً بعد الهجوم.

ورغم الهدنة الصامدة حتى الآن، إلا أن تقاطع التصريحات والحقائق يُشير إلى أن هذه الحرب القصيرة قد تكون انتهت على الأرض، لكنها مستمرة في ميدان الروايات… وفي أعماق المنشآت التي لم تُقصف بعد.

تقرير: صهيب الفهداوي