2025-06-04
في عالم مشحون بالتوترات، تكافح شركات الطيران لتفادي وقوع حوادث كارثية، حيث تزايدت الإغلاقات الجوية حول روسيا وأوكرانيا إلى مستويات غير مسبوقة، مع تكرار تعطيل مطارات كبرى مثل موسكو بسبب هجمات بمسيّرات وتزييف المواقع الجغرافية.
وقد جعلت هذه البيئة المتقلبة من التحليق في أجواء آسيا الوسطى مجازفة، خاصة بعد حادث إسقاط طائرة أذربيجانية عن طريق الخطأ بدفاعات روسية، ما عمق الشعور بأن الأجواء باتت امتدادًا لساحات القتال، لا مجرد ممرات جوية آمنة.
أما التصعيد المستمر بين جماعة الحوثي وإسرائيل وإطلاق صواريخ نحو تل أبيب والقصف الأميركي البريطاني الإسرائيلي على اليمن فقد أربك حركة الطيران في المنطقة.
وتجد شركات الطيران نفسها مضطرة مع كل تصعيد لتحويل مسارات طائراتها أو تعليق رحلاتها، مما زاد من تعقيد الملاحة الجوية.
وبلغت الأزمة ذروتها في أبريل العام الماضي، مع هجوم إيراني عبر الصواريخ والمسيّرات ضد إسرائيل.
وأجبر الإغلاق الواسع للمجالين الجويين الإيراني والإسرائيلي الرحلات العابرة على اتخاذ طرق بديلة عبر أجواء أفغانستان والعراق والخليج، رغم ما تحمله من مخاطر أمنية.
فيما تحولت السماء في السودان، إلى ساحة لا تقل خطورة عن الأرض، بعدما تم إسقاط طائرة شحن في أكتوبر الماضي، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
وشكل الحادث دليلاً صارخًا على هشاشة المجال الجوي في المنطقة، حيث لا تميّز الدفاعات الجوية بين المدني والعسكري.
كذلك زاد التوتر بين الهند وباكستان من الضغط على قطاع النقل الجوي، إذ أقدمت كل دولة على إغلاق أجوائها بوجه الأخرى خلال المواجهات الأخيرة.
وعمّقت هذه الحروب من تعقيدات التخطيط الجوي، وفرضت تحديات تشغيلية غير متوقعة على شركات الطيران الدولية، وأرغمتها على إعادة تعريف مفهوم السلامة الجوية، وسط عالم تتراجع فيه القدرة على التنبؤ، وتتصاعد فيه مخاطر الحرب العرضية.
تقرير: علي الموسوي