2025-08-31
منذ تأسيسها بمبادرة صينية، سعت منظمة شنغهاي للتعاون إلى مواجهة النفوذ الغربي وسياسات القطبية الأحادية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية.
وتأتي قمتها الـ25 في فترة دقيقة يمر بها العالم وسط متغيرات دولية متسارعة وحاسمة.
صراعات تجارية وحروب عسكرية تلقي بظلالها على اجتماعات القادة الـ20 المجتمعين شمال الصين لبحث مستقبل التكتل الذي يسعى لفرض هيمنته على الجنوب العالمي.
مشاركة زعماء محوريين في القمة كالرئيس الروسي والهندي والإيراني والتركي تعكس القضايا الساخنة والملفات الرئيسية التي تتناولها المحادثات على مدار يومين.
في المقدمة تبرز الرسوم الجمركية المفروضة من قبل واشنطن على بكين ونيودلهي كأبرز الملفات التي يسعى زعيما أكبر كثافة سكانية في العالم إلى مواجهتها، على الرغم من التنافس الشرس بينهما على النفوذ في جنوب آسيا، والذي بلغ حد الاقتتال الحربي على الحدود عام 2020.
الرئيس الروسي عبر حضوره يسعى إلى تعزيز وجوده الدولي في ظل عزلة غربية مفروضة عليه إثر الحرب الأوكرانية وعقوبات تشتد يومًا تلو الآخر، الأمر الذي سيحاول الرئيس التركي لعب دور الوسيط فيه لحلحلة الأزمة العالقة منذ سنوات.
أما إيران فمشاركتها تتمحور حول ملفها النووي، إذ تسعى إلى دعم الحلفاء الشرقيين مقابل المناهضة الغربية المحتدمة، وهو أمر ذو منفعة متبادلة لكل من الصين وروسيا اللتين تسعيان إلى تثبيت وجودهما في الشرق الأوسط من خلالها.
بالنسبة إلى الصين، المؤسس المستضيف للقمة، فمضيق تايوان والتوتر حوله يمثل القضية الأبرز، حيث تسعى إلى دعم إقليمي لبسط سيطرتها عليه.
على هامش قمة هذا العام، تبرز توقعات بلقاء يجمع الرئيس الروسي بالزعيم الكوري الشمالي في بكين، حيث سيقام عرض عسكري ضخم في ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو الأمر الذي ينظر إليه بكثير من الانتباه لتأثيره المتوقع على ملفات عدة أهمها الحرب الأوكرانية.
تقرير: مينا مكرم