2025-11-03
في غزّة، ما تزال الحرب تكتب فصولها بعد نهايتها. فاليوم لا تُسلَّم الجثث فقط، بل تُختبَر الهدنة من جديد. حماس أعادت عبر الصليب الأحمر رفات ثلاثة رهائن إسرائيليين، لترتفع الحصيلة إلى سبعة عشر جثمانًا، فيما تبقى إحدى عشرة جثة مفقودة تحت الركام والأنفاق.
الجيش الإسرائيلي يتهم حماس بالتباطؤ، بينما ترد الحركة بأن الدمار الهائل يعطّل عملية البحث. وبين الاتهامات، تبدو الهدنة رهينة التفاصيل الصغيرة.
في واشنطن، يؤكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الاتفاق متين، وأن نزع سلاح حماس سيتم سريعًا. وكشف الوسيط الأميركي بشارة بحبح أن المقترح المطروح يقضي بتسليم الأسلحة الثقيلة فقط، مع احتفاظ الحركة بالسلاح الفردي للدفاع الذاتي، مقابل وقف تطوير السلاح وتهريبه. إسرائيل من جهتها تصر على تدمير شبكة الأنفاق قبل أي إعمار.
أما في إسطنبول، فالدبلوماسية تحاول لملمة خيوط التهدئة. اجتماع وزاري بدعوة من وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ضم قطر والسعودية والإمارات والأردن وباكستان وإندونيسيا، لبحث تثبيت وقف النار وتخفيف الأزمة الإنسانية.
تركيا تتهم إسرائيل بالبحث عن ذريعة لإنهاء الهدنة، وتدعو لتمكين الفلسطينيين من إدارة شؤونهم.
وهكذا، تتوزع خيوط المشهد بين غزة وواشنطن وإسطنبول... حرب لم تهدأ، وهدنةٌ تمشي فوق الرماد.
تقرير: علي حبيب