2025-07-09
ما بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وزميله توماس براك تتوزع ملفات المنطقة، فالأول يحمل على عاتقه ملف غزة وإيران، في حين يتكفل الثاني بملفات تركيا وسوريا ولبنان.
وتبدو مهمة ويتكوف أكثر صعوبة، فحرب غزة المستمرة ومواجهة إسرائيل وإيران التي لا يعرف إن انتهت عاملان لا يؤشران على سلام قريب مستدام، في حين تبدو المخرجات في الملفات التي يديرها براك أكثر إيجابية، خصوصاً مع أفول غير متوقع لصراعات كان من الصعب تخيل نتائجها الحالية قبل أشهر قليلة فقط.
وتلتقي مهام ويتكوف وبراك في الملف اللبناني مع ترابط ملف حزب الله مع الملف الإيراني، ومع ذلك، رافقت أو استبقت تسلم براك مهامه أمور كثيرة كجلوس قوات سوريا الديمقراطية مع الحكومة السورية برئاسة الشرع، فالطرفان يسعيان برعاية أميركية إلى إزالة العقبات أمام تنفيذ اتفاق قضى بدمج قوات قسد ومؤسساتها بالدولة السورية.
ذاك مسعى يأتي مدفوعاً بالتغير الجيوسياسي الكبير الذي شهدته سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي طوى إلى حد كبير صراعاً كان الأكثر دموية في المنطقة خلال العقد الأخير.
ولعل اختيار توماس براك وهو السفير الأميركي في تركيا لخوض هذا الملف كان مدروساً بعناية لتداخل الملفات التركية السورية من جهة، ولخصوصية الجار الإقليمي الذي كان له حضور في الملف السوري منذ 15 عاماً.
وتدعم جهود براك في الوصول إلى نتائج ما أعلنه زعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله أوجلان عن نهاية مرحلة قادها الحزب ضد الدولة التركية على مدار أربعة عقود، ويقول أوجلان إن الوقت حان لإلقاء السلاح والتحول كاملاً نحو سياسات ديمقراطية.
وتبرز أيضاً في الجهود الأميركية محاولة توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية حيث تشير تقارير عن محادثات سورية إسرائيلية مباشرة وغير مباشرة برعاية أميركية أيضاً، في محاولة من واشنطن على ما يبدو لإعادة إحياء اتفاقيات أبراهم وتوسيعها عبر ضم دول مثل سوريا ولبنان وفق ما تسربه تقارير إعلامية.
لكن صناعة سلام مستدام في منطقة مثل الشرق الأوسط لن يكون بالأمر اليسير في ملفات كغزة وإيران ولبنان، بينما يخرج دخان أبيض من قاعات مفاوضات في ملفات أخرى كما في الحالة السورية والتركية.
فإذا كانت المرحلة تسير إلى الاستقرار النسبي في بلدان، فالمواجهة بين بلدان أخرى كإيران وإسرائيل تطل برأسها من جديد في ظل شكوك بشأن ما إذا كانت تل أبيب قد دمرت برنامج إيران النووي بالكامل، كما أن تعنت حزب الله في لبنان ينذر هو الآخر بعودة الحرب الإسرائيلية أو فرض سيناريوهات أخرى تعيد لبنان إلى مرحلة صعبة.
تقرير: نادر علوش