على قمة تلال باريس، تستريح مونمارتر كقصيدة عتيقة تنبض بالحياة، محاذية لأحياء كوت دور ولا شابيل ومولان روج وكنيسة ساكري كور. بين الأزقة الضيقة المرصوفة بالحصى، وحاملات اللوحات التي تصطف على الجانبين، تهمس نسائم الصيف بحكايات فنانين من الصين واليابان وكوردستان وبلاد كثيرة، اجتمعوا لا كغرباء بل كعائلة واحدة في قرية مونمارتر الصغيرة الساحرة.

في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، جعلت شخصيات مثل رينوار، وسوزان فالادون، وفان جوخ، وبيكاسو من الحي ملاذهم الإبداعي، مما أدى إلى تأسيس مونمارتر كأيقونة فنية. وهناك تقف ساحة Tertre شاهدة على تحوّل الفن من محليته الفرنسية إلى كونية تنبض بألوان العالم.

زوار من كل أنحاء العالم يتجولون في شوارع مزدحمة، وحاملات لوحات فنية تصطف على جانبي الشارع المرصوف بالحصى، في مشهد يفيض بإبداع لا حدود له.

مشيرًا إلى ظلال الزائرين التي ترقص على لوحاته، يستعيد الفنان الصيني "يوز" تراثه القديم عبر دمى الظل، مانحًا إياها روحًا جديدة على جدران باريس.

هنا يمتد خط الزمن ليحتضن فنانين جددًا يصوغون هوية مونمارتر المعاصرة، جعلوا من تراثهم المتنوع حاضرًا في الجداريات والرسومات والصور الشخصية التي تميز أجواء الحيّ التاريخي.

مونمارتر.. حي لا يزال قلبه ينبض، بلهجات أكثر وألوان أعمق.

تقرير: حذام عجيمي