2025-03-29
لهذه الحلوى قصةٌ تشابكت خيوطها منذ زمن، فهي لبائعٍ مغربيٍّ متجول، يصنع الحلوى ويبيعها بين الدروب. وفي يومٍ لمح فتاةً فاتنةَ الجمال تطلُّ من شباك بيتها. من شدّة إعجابه بها، قرّر أن يصنع لها حلوى مستوحاة من شكل الشباك الذي لمحها من خلفه، ليهديها لها عربون محبةٍ وحسن نية، ويطلب يدها للزواج.
لم تكتمل خيوط القصة بعد، فبعد أن صنع حلوى الشباك، توجّه إلى بيت الفتاة حاملًا بيده الطبق. فلمّا اقترب من الشباك، رأى الفتاة عروسًا تُزفُّ لغيره! خاب أمله ورجع مسرعًا، فقرّر أن يخفي ملامح الشباك من العجين المتبقي، آملًا أن ينسى من سحرت عقله وسكنت وجدانه. فقام بإدخال شريطٍ بآخر لإخفاء ملامح الشباك، وهكذا أصبحت الشباكية عروس المائدة المغربية، خاصةً في شهر رمضان.
تأتي الحلويات في المطبخ المغربي موضع زينة، وإتيكيت الترحيب، والجود، والكرم، خاصةً في الأعياد والمناسبات. وأغلبها يعتمد على اللوز، والجوز، والسمسم، مثل كعب غزال، والغريبة، والبريوات، والفأس على قول أهل فاس.
هذه حكاية الشباكية، أشهر الحلويات المغربية. هي نتاج قصة حبٍّ لم تكتمل بالزواج، كما روت الحكاية الشعبية، لكن بغمرها في العسل تكتمل لذّتها وقرمشتها، ونحتفي بها عروسًا في المائدة المغربية.
تقرير: أميمة الإدريسي