2025-04-14
قتل وظلم وتهجير، وإبادة بالكيماوي.
جرائم تختصر واقع حال الكورد عبر التاريخ.
على اسم سورة الأنفال التي تحتل الترتيب الثامن في القرآن الكريم، سمّى النظام العراقي البائد إحدى أبشع جرائم القرن العشرين لمحو المكوّن الكوردي من العراق.
باسم الدين تحدث نظام البعث، حتى أنه تعمّد هذه التسمية ليصوّر الصراع على أنه ديني وليس قومياً.
يوم الأحد، في التاسع والعشرين من مارس عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين، أصدر مجلس قيادة الثورة، الذي كان أعلى سلطة لإصدار القرارات في العراق خلال عهد صدام حسين، قراراً مباشراً ببدء عمليات الأنفال.
وفي الثاني والعشرين من فبراير من السنة اللاحقة، بدأت المرحلة الأولى التي استمرت شهراً.
خلالها، نقلت القوات العراقية أعداداً كبيرة من الأسرى الكورد إلى مناطق الحضر في محافظة الموصل ونقرة السلمان في السماوة، ودفنهم وهم أحياء مع أفراد أسرهم.
المرحلة الثانية بدأت في مارس عام ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين.
في هذه المرحلة تحديداً، ووفقاً لتحقيقات دولية، ارتكب علي حسن المجيد أكبر هجوم بالأسلحة الكيماوية في التاريخ موجه ضد منطقة مأهولة بالسكان المدنيين.
في المرحلة الثالثة، الواقعة في أبريل والتي عُرفت بالأنفال الأسود بسبب بشاعتها، دمّر نظام البعث نحو خمسمئة قرية ودفنوا سكانها أحياء. لذلك اختار إقليم كوردستان تحديد هذا التاريخ كذكرى سنوية للأنفال.
في مايو، بدأت المرحلة الرابعة التي استخدم فيها نظام البعث الأسلحة الكيميائية.
أما المراحل الخامسة والسادسة والسابعة، فامتدت من منتصف مايو حتى أغسطس من السنة ذاتها، وبعدها المرحلة الأخيرة، أي الثامنة، التي استهدفت ما تبقى من قرى الكورد.
خمسة آلاف قرية تدمّرت، وقُتل أكثر من مئة واثنين وثمانين ألف شخص، ونزح ما لا يقل عن مليون ونصف المليون شخص.
إبادة منظمة وموثقة، لكنها لم تلقَ اهتماماً دولياً ولا عربياً كافيين.
وفيما يأمل الكورد بأن ينصفهم المستقبل، لا تزال جروح الماضي مفتوحة وتنزف ذكريات موجعة في الرابع عشر من أبريل من كل عام.
تقرير: إيسامار لطيف