Mask
Logo

آخر الأخبار

وجوه مع جان دوست | لقاء مع أحمد الحمداني حول تجربته الإعلامية في العراق وإقليم كوردستان

2025-09-27

في هذه الحلقة، نستضيف الأستاذ أحمد الحمداني، الإعلامي العراقي المتمرس الذي عمل في كبريات القنوات الفضائية العربية، ولعل أهمها قناة العربية والحدث، كما عمل في الإعلام المحلي العراقي لسنوات طويلة، للحديث عن تجربته الغنية في العمل الإعلامي في ظروف استثنائية.

الأستاذ أحمد الحمداني، الذي ينحدر من محافظة الأنبار، بدأ رحلته الإعلامية في عام 2003 كصحفي ميداني في جريدة أسبوعية محلية، قبل عام من الغزو الأمريكي للعراق، وينتمي الحمداني إلى أسرة صحفية، حيث سبقه شقيقان في مجال الإعلام، أحدهما كاتب مقال ورأي في جريدة عراقية، والآخر مختص بالتحقيقات الصحفية، مما وفر له بيئة محفزة للدخول في هذا المجال.

انضم الحمداني إلى قناة العربية منذ تأسيسها عام 2003، وكان من المؤسسين لشبكة الإعلام العراقي، حيث عمل فيها من 2003 إلى 2007، وتميزت مسيرته المهنية بتغطيته لأحداث مفصلية في تاريخ العراق الحديث، بما في ذلك معركة الفلوجة الأولى والثانية، والانتخابات العراقية المختلفة، ونشاط الجماعات المسلحة والصحوات العشائرية.

عمل الحمداني كمراسل مسؤول عن خمس محافظات عراقية هي الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى، وغطى جميع الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجالس المحافظات بدءا من التصويت على الدستور العراقي عام 2005 وحتى عام 2014، وواجه تحديات جسيمة خلال صعود تنظيم داعش، حيث اضطر لمغادرة منزله في الأنبار بعد أن فجره التنظيم، وانتقل إلى إقليم كوردستان عام 2014 ليبدأ مرحلة جديدة من عمله الإعلامي.

يكشف ضيفنا في هذا الحوار عن التحديات الجسيمة التي واجهها خلال تغطية الأحداث في المناطق المنكوبة، حيث أصبح المصدر الوحيد للأخبار في مناطق واسعة بعد انسحاب جميع وكالات الأنباء العالمية والمحلية، واعتمد على شبكة من المصادر المحلية، مطبقا منهجية صارمة في التحقق من المعلومات من خلال التقاطع بين ثلاثة مصادر على الأقل قبل نشر أي خبر، وذلك في ظل انقطاع شبكات الاتصالات واضطراره للاعتماد على الاتصالات الفضائية الثورية.

يقارن الحمداني بين الإعلام في عهد النظام السابق والوضع الحالي، مؤكدا وجود قامات إعلامية كبيرة في النظام السابق لكن دون إعلام حقيقي على الأرض، بينما في المرحلة الجديدة ظهر إعلام حقيقي لكن هاجرت الخبرات الإعلامية بسبب الحروب والظروف السيئة.

أما بخصوص تجربته في إقليم كوردستان، فيشير إلى الفرق الجوهري بين العمل في منطقة أُسست فيها المؤسسات الأمنية والحكومية منذ ساعات أو أيام مقابل العمل في منطقة لها عقود من الخبرة في بناء المؤسسات، ويثني على التعاطي المهني للمسؤولين الكورد مع الصحفيين، والنظام المؤسسي في تقديم المعلومات، معتبرا أن الإعلام الكوردستاني سجل في خدمة الصحفيين ما لم تسجله دول مجاورة.

يؤكد الحمداني أن العمل الصحفي الناجح في كوردستان يتطلب امتلاك الصحفي لصفات محددة تشمل الموضوعية والدقة في النقل والحيادية والاطلاع على تاريخ المنطقة والقدرة على ربط الأحداث الجارية بالتاريخ، مشيرا إلى أهمية فهم الخلفية التاريخية لأحداث مثل ثورة أيلول 1961 التي قادها الملا مصطفى بارزاني لفهم الواقع الحالي لكوردستان.

غطى الحمداني معارك تحرير سنجار عام 2015، والتي وصفها بأنها تمت في 26-27 ساعة فقط، مقارنا ذلك بتعثر القوات العراقية لشهور في مدن أخرى، وانتقد استخدام سياسة "الأرض المحروقة" في تحرير المدن من داعش، والتي أدت إلى دمار هائل طال المدنيين أكثر من المقاتلين.

هذا الحوار الشامل مع الحمداني يقدم شهادة حية على مرحلة حرجة من تاريخ العراق المعاصر، ويكشف عن تحديات العمل الصحفي في مناطق الصراع، مؤكدا أهمية الصحافة الميدانية الجادة في نقل الحقيقة رغم كل المخاطر والتحديات.


Logo

أخبار ذات صلة