في الوقت الذي يُفترض أن تبعث فيه المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران أجواء تهدئة رغم الخلافات القائمة، تتكشف خيوط صفقة صامتة تحمل نذر تصعيد إقليمي واسع. 

فقد كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، أن إيران تسعى لتوسيع ترسانتها من الصواريخ الباليستية من خلال طلب آلاف الأطنان من بيركلورات الأمونيوم من الصين، وهي مادة حيوية في صناعة الوقود الصلب. 

وما يثير القلق، بحسب التقرير، أن الشحنات المتوقعة لا تهدف فقط لتغذية مصانع الصواريخ الإيرانية، بل نُقل جزء منها إلى فصائل موالية لطهران، ولا سيما في العراق وجماعة الحوثي باليمن التي تأثرت قدراتها العسكرية بالضربات الأميركية، في خطوة تعزز قدرة الفصائل المسلحة على استهداف إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة. 

الصفقة التي وصفها مسؤول أميركي بأنها الأضخم من نوعها، قد تتيح لإيران إنتاج 800 صاروخ، في وقت تؤكد فيه مصادر استخباراتية أن شحنات مماثلة وصلت بالفعل إلى الموانئ الإيرانية هذا العام، وهو ما استدعى فرض عقوبات أميركية متتالية على كيانات صينية وإيرانية. 

في موازاة هذا التطور، تُبقي إسرائيل يدها على الزناد، رغم تعهدها لواشنطن بعدم شن ضربة استباقية ضد المنشآت الإيرانية ما دامت المفاوضات قائمة. 

ومع اقتراب المهلة التي حددها ترامب لحسم الاتفاق النووي، تتكثف الاتصالات بين تل أبيب وواشنطن، فيما تبدي إيران تباطؤًا مدروسًا في الرد، مما يعزز الشكوك الغربية حول نواياها. 

وبين التصعيد الصاروخي والتحذيرات النووية، يبدو أن الشرق الأوسط يقف مجددًا على حافة انفجار مؤجل. 

تقرير: علي الموسوي