Mask
Logo

undefined

قلق قطري جراء استهداف حقول الطاقة الإيرانية

2025-06-21

مع استمرار التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، تتزايد مخاوف أسواق النفط ودولة قطر من احتمالية استهداف حقل غاز الشمال، أو المعروف بحقل بارس المشترك بين قطر وإيران.

الحقل الواقع على الحدود البحرية بين البلدين، والممتد على مساحة تقارب ستة آلاف كيلومتر مربع في جزئه القطري، ونحو ثلاثة آلاف وسبعمئة كيلومتر مربع في جزئه الإيراني، في منطقة لا تمثل فقط مركزًا لإنتاج الغاز، بل تعد حجر الزاوية في اقتصادي البلدين، إذ تعتمد إيران على أكثر من سبعين في المئة من استهلاكها المحلي للغاز على هذا الحقل، في حين تلجأ قطر إليه في تأمين مكانتها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.

ورغم أن الجارتين تشتركان في الحقل ذاته، إلا أن الفوارق التقنية واللوجستية جعلت من الإنتاج القطري أكثر استقرارًا وتطورًا، حيث يبلغ إنتاج قطر اليومي ما يصل إلى ستمئة وسبعين مليون متر مكعب من الحقل الغازي، في حين تصدر سنويًا أكثر من سبعة وسبعين مليون طن من الغاز المسال، ما أسهم في ترسيخ مكانة قطر كقوة طاقة عالمية منذ التسعينيات.

في المقابل، تمكنت إيران من رفع إنتاجها تدريجيًا حتى بلغ ذروته في أواخر العام الماضي عند نحو سبعمئة وستة عشر مليون متر مكعب يوميًا، إلا أن هذه الزيادة تخفي وراءها تحديات متراكمة، فبنية الضخ والإنتاج الإيرانية تعاني من قِدم البنية التحتية وغياب التكنولوجيا الغربية نتيجة العقوبات.

محاولات الإصلاح والتجديد التي انتهجتها إيران خلال العام الحالي عبر توقيع اتفاقات مع شركات محلية لإنشاء محطات ضخ بحرية وبرية، إلى جانب حفر آبار إضافية، اصطدمت بالهجمات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت في الحقل، وتحديدًا المرحلة الرابعة عشرة من التطوير، ما أسهم في تعليق إنتاج منصتين بشكل مؤقت، فضلًا عن فقدان نحو اثني عشر مليون متر مكعب من الإنتاج اليومي.

هذا الهجوم الذي شهدته المنشأة الطاقية، لم يلحق أي ضرر على الشق المتعلق بقطر، إذ أكدت الدوحة استمرار عمليات الإنتاج في الجانب الشمالي. لكن، وعلى الرغم من ذلك، ذهبت الحكومة القطرية للخوض في محادثات مع شركات الطاقة الكبرى لبحث سيناريوهات التصعيد، ما يعكس مدى قلقها من اتساع نطاق الحرب وتأثيره على صادراتها الحيوية.

ومع استمرار التوترات في المنطقة وتصاعد العمليات العسكرية في الحرب القائمة، أعلنت قطر رفع درجات التأهب، ودخولها في عمليات اتصال مع سفراء الدول المرتبطة بالشركات الأجنبية المساهمة في مشروع توسعة حقل الشمال التابع لشركة قطر للطاقة، مثل شركات إكسون موبيل وكونوكو فيليبس الأميركيتين، إلى جانب شل البريطانية، وإيني الإيطالية، وتوتال إنرجي الفرنسية، وسط مخاوف من أن يتضرر الحقل الذي يغذي أكثر من خُمس صادرات الغاز المسال عالميًا، ما قد ينعكس سلبًا على أسواق الطاقة العالمية.


تقرير: حسام المشي

Logo

أخبار ذات صلة