ما بين يومي الثلاثاء والخميس، عاش لبنان مرحلة ساخنة بسبب جلسات سحب سلاح حزب الله. ورغم أن الحكومة خرجت ببيانات تؤكد إقرار أهداف الورقة الأمريكية، إلا أن بيانات حزب الله وانسحاب وزرائه مع شريكه الشيعي الآخر من جلستي الحكومة أفرز مشهداً ضبابياً.

وزير الإعلام اللبناني قال عقب الاجتماع إن المجلس وافق على أهداف الورقة، إلا أن هذا القرار لا يشمل مراحل الورقة وتفصيلاتها. المبعوث الأميركي توم براك خرج بعد الجلسة الأخيرة ليقول: "نهنئ رئيس لبنان والحكومة ورئيسها على قرار بدء تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية".

طهران استبقت الجلسة الثانية بتصريح لوزير خارجيتها يقول إن بلاده تدعم حزب الله في مواجهة خطة الحكومة لسحب سلاحه، قبل أن تدين الخارجية اللبنانية هذه التصريحات وتعتبرها مساساً بسيادة لبنان وتدخلاً في شؤونه الداخلية.

فهل نحن أمام حقيقة تتمثل ببدء تنفيذ الورقة الأميركية فعلاً مع موافقة ضمنية لحزب الله رغم انسحاب الوزراء الشيعة؟ أم أننا أمام مسارين لا يلتقيان: مسار حكومي يقر أهداف الورقة الأميركية وآخر يرفض تسليم السلاح مدعوماً بإيران؟

أسئلة أخرى تطرحها المرحلة الحالية: ماذا ستفعل إيران لو أن حزب الله سيُجبر على تنفيذ ما أقرته الحكومة؟ في المقابل، ماذا ستفعل الولايات المتحدة لو استعصى تنفيذ ورقتها؟

وللتحليل والنقاش يستضيف الزميل أيمن إبراهيم في حلقة اليوم من "بالتفصيل"، كل من الباحث في العلاقات الدولية محمد علوش من لندن، ومن طهران الكاتب والباحث السياسي سمير شوهاني، ومن فلوريدا مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب.