2025-09-20
في هذه الحلقة، نستضيف الدكتور يادكار لطيف الشهرزوري، أستاذ الأدب العربي في جامعة صلاح الدين بأربيل، والباحث المتخصص في النقد الأدبي والسرديات، للحديث عن كنوز الأدب الكوردي العريق وتاريخه الممتد عبر القرون.
الدكتور يادكار، الذي أكمل دراسة الدكتوراه في كلية الآداب بجامعة الموصل وحصل على لقب الأستاذية عام 2016، يأتي من منطقة شهرزور التاريخية بالسليمانية، نفس المنطقة التي أنجبت الشاعر الكبير نالي الشهرزوري وابن صلاح الشهرزوري، وقد شغل منصب رئيس قسم اللغة العربية في كلية اللغات بجامعة صلاح الدين من 2010 إلى 2019، وهو عضو في لجان تحكيمية دولية ومحلية.
يتميز الدكتور يادكار بإنتاجه الغزير في مجال النقد الأدبي والبحث الأكاديمي، حيث له 42 بحثا أكاديميا و20 كتابا مطبوعاً في مجالات النقد الأدبي والسرديات والفكر، منها "جماليات التلقي في السرد القرآني"، "المفاتيح الشعرية قراءة أسلوبية في شعر بشار بن برد"، "الظاهراتية والنقد الأدبي"، و"السرديات المعاصرة من قبل الحداثة إلى ما بعد الحداثة".
يقدم ضيفنا في هذا الحوار نظرة شاملة عن الأدب الكوردي، الذي يعرّفه كأدب عريق يعود تاريخه إلى ما قبل الميلاد، مشيرا إلى وجود صلة بين اللغة الكوردية وكتاب "آفيستا" الزردشتي من حيث الصرف والقواعد والنحو، ويؤكد أن الأدب الكوردي لا يقتصر على النصوص المكتوبة باللغة الكوردية فحسب، بل يشمل أيضاً الأدب المكتوب بلغات أخرى من قبل أدباء كورد انطلقوا من الوعي القومي الكوردي وعكسوا في نصوصهم طبيعة المجتمع والقضايا الكوردية.
يدحض الدكتور يادكار الرأي القائل بأن ظهور الإسلام وهيمنة اللغة العربية أضعف الأدب الكوردي، مؤكدا أن الإسلام بطبيعته المرنة لم يفرض قيودا على اللغات المحلية، وأن معظم الشعراء والأدباء الكورد كانوا من علماء الدين الذين لم يجدوا حرجا في الكتابة باللغة الكوردية.
يقسم الأدب الكوردي الكلاسيكي إلى ثلاثة مدارس جغرافية: مدرسة شمال كوردستان التي أنجبت أحمد خاني وملا الجزيري وفقي طيران، ومدرسة شرق كوردستان المرتبطة بالإمارة الأردلانية والتي ازدهرت فيها اللهجة الهورامية، ومدرسة الجنوب المرتبطة بالإمارة البابانية والتي أسس فيها نالي وسالم وكوردي "المثلث الذهبي" للأدب الكوردي.
يفسر ضيفنا تأخر ظهور النثر الكوردي بأن القصة الفنية والرواية تحتاج إلى مؤسسات وحضارة متطورة، وأن الشعوب تميل إلى الاعتماد على الشعر لسهولة حفظه وتناقله شفويا، مشيرا إلى محاولات مبكرة لتوثيق التراث الكوردي مثل تكليف الشاعر علي بردشاني بترجمة التراث الشعبي الكوردي من الكرمانجية إلى الصورانية.
الحوار مع الدكتور يادكار يكشف عن ثراء الأدب الكوردي وعراقته، ويقدم للقارئ العربي نافذة مهمة للتعرف على هذا الإرث الثقافي الغني الذي ما زال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والترجمة لتعريف الجمهور العربي بكنوزه الأدبية والفكرية.