2025-09-13
في هذه الحلقة، نلتقي بالأستاذ كفاح الأمين، الكاتب والباحث الفوتوغرافي المعروف على مستوى العراق، للحديث عن رحلته الفريدة في توثيق تاريخ بغداد عبر الصورة والأرشيف لمدة 100 عام.
الأستاذ كفاح، من مواليد محلة باب الشيخ في بغداد، ينحدر من مدينة كويسنجاق (كوية باللغة الكوردية) الواقعة بين السليمانية وأربيل. وهاجر والده إلى بغداد في الأربعينيات بحثا عن فرص أفضل، كحال الكثيرين في تلك الفترة التي شهدت أوضاعا اقتصادية صعبة في كوردستان والعراق عموما.
ونشأ كفاح في محلة باب الشيخ التي يصفها بـ"جوهرة بغداد"، وهي إحدى الأبواب الأربعة التاريخية للمدينة في جانب الرصافة. وتعد هذه المحلة الكونية التي تضم مقام الشيخ عبد القادر الكيلاني موطنا لمزيج ثري من الكورد والعرب والتركمان والآشوريين والمسيحيين واليهود، حيث أطلق السكان على أنفسهم لقب "الشيخلي" نسبة إلى مجاورة المقام المقدس.
وبدأت رحلة كفاح مع الكاميرا عام 1976 كطالب في كلية الصحافة بجامعة موسكو، حين صور بطلة العالم لرمي القوس وكتب عنها مقالته الأولى. ثم انتقل من العمل السينمائي والتلفزيوني إلى التصوير الفوتوغرافي لكونه "أكثر حميمية وشخصية" في التعبير عن الذات.
وما يميز عمل الأستاذ كفاح هو مشروعه الضخم "اليوميات البغدادية" الذي صدر في 9 مجلدات، حيث يوثق كل مجلد لعقد من الزمان البغدادي، مقدما قراءة مختلفة لتاريخ المدينة من خلال عدسة الكاميرا والبحث الأرشيفي، مدفوعا بالرغبة في فهم التحولات التي شهدتها بغداد والعوامل التي دفعت والده وآلاف غيره إلى الهجرة إليها.
والحوار مع ضيفنا يكشف عن تجربة إنسانية وثقافية ثرية تجمع بين الجذور الكوردية والهوية البغدادية، وتقدم نموذجا فريدا لتوثيق الذاكرة الجماعية للمدينة عبر الصورة والكلمة.