2025-06-20
من نطنز إلى النقب، ومن طهران إلى تل أبيب... أسبوع مشتعل من التصعيد غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، يُعد الأخطر في تاريخ المواجهة بين الطرفين منذ عقود.
في 13 حزيران، أطلقت إسرائيل شرارة المعركة بعملية "الأسد الصاعد"، مستخدمة أكثر من 200 طائرة ومئات القنابل، مستهدفة منشآت نووية في نطنز وأراك، ومواقع عسكرية في أصفهان. الحصيلة: عشرات القتلى من كبار علماء الذرة وقادة الحرس الثوري، وبنية نووية ممزقة.
لم تنتظر طهران طويلًا. ففي 14 حزيران، جاء الرد الإيراني مدويًا: صواريخ ومسيّرات أغرقت سماء تل أبيب، وتسببت بانهيارات وأضرار غير مسبوقة في بنيتها التحتية.
ومن 15 إلى 17 حزيران، دخل التصعيد مرحلة الاستنزاف الجوي. إيران قصفت مستوطنات إسرائيلية، بينما استهدفت إسرائيل مجددًا مفاعل أراك وقواعد صاروخية قرب أصفهان.
في 18 حزيران، رفعت تل أبيب السقف عاليًا. أكثر من 50 طائرة شنّت غارات على منشآت صاروخية ومواقع نووية داخل العمق الإيراني. بالمقابل، كثّفت طهران ضرباتها بالصواريخ الباليستية والمسيّرات.
وفي 19 حزيران، ضرب صاروخ "سجيل" الإيراني مستشفى سوروكا في بئر السبع، موقعًا أكثر من 240 جريحًا. ردّت إسرائيل سريعًا بغارات على مفاعل أراك، ودمّرت ثلثي منصات الإطلاق الإيرانية، بحسب الإعلام العبري.
السياسة أشعلت ما لم تطفئه النار. رئيس وزراء إسرائيل تعهّد برد ساحق، ووزير دفاعه كاتس قال إن "إزالة خامنئي باتت هدفًا معلنًا". أما خامنئي، فتوعد بأن تل أبيب ستدفع الثمن، وبأن الرد "لن يكون متوقعًا".
أما الدبلوماسية، ففي سباق مع القنابل. واشنطن جدّدت دعمها المطلق لإسرائيل، بينما هدّد ترامب شخصيًا بهجوم أميركي شامل إذا لم تتراجع طهران خلال أسبوعين، وسط حراك عسكري في الخليج.
بريطانيا، فرنسا، وألمانيا دعت لمحادثات عاجلة في جنيف، محذّرة من خطر انفجار الإقليم.
أما روسيا والصين، فقد دانتا الغارات الإسرائيلية، وطالبتا بوقف فوري للنار وفتح حوار نووي شامل.
وفيما يتّسع اللهيب وتتشابك التحالفات، تبقى العيون على الأيام المقبلة، حيث كل سيناريو يبدو ممكنًا، وكل الاحتمالات مفتوحة.
تقرير: مالك دغمان