تداعيات إسقاط المسيّرات في الجنوب السوري، يُخيّم على هذه المدينة هدوء حذر وصمت مطبق، صمت تُخالطه رهبة، لا يعلو فيه صوت فوق أزيز الطائرات المُسيّرة نهارًا، ودويّ الصواريخ ليلًا.

وحال أهلها كحال معظم مدن الجنوب السوري، مذ انبلجت نيران الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، يعيشون تحت وطأة الخوف الذي يتملّكهم على مدار الساعة، خشية أن تتهاوى القذائف أو تتساقط الصواريخ فوق رؤوس أطفالهم الغافلين.

وتجاوز عدد الطائرات المُسيّرة التي أسقطتها إسرائيل فوق الأراضي السورية منذ بداية الحرب عتبة العشرين.

ولم تخلف هذه الطائرات وراءها سوى الدمار، فقد التهمت ألسنة اللهب المحاصيل الزراعية، وتسببت في خراب طال منازل المدنيين الأبرياء. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد ليصيب سيدة بحروق بالغة، لتُضاف بذلك معاناة جديدة إلى سجلّ الألم الذي يرزح تحت وطأته السوريون.

ومع استمرار هذا النزاع المحتدم، تتصاعد وتيرة المخاوف لدى السكان، الذين يخشون أن تتطور طبيعة الصراع لاستخدام أسلحة أخرى أكثر فتكًا، مما سيزيد من حجم المآسي والأضرار التي لحقت ببلادهم.

تقرير: محمود أبو راس