2025-06-28
هل تتوهم ألمانيا خطرًا روسيًا غير موجود؟ هكذا يصف الرئيس فلاديمير بوتين جهود برلين لتعزيز دفاعاتها.
أتكون خدعة روسية لصرف نظرها عن التهديد الوجودي طويل الأمد الذي تعتقد فيه؟
الحكومة الألمانية وافقت على تخصيص خمسة بالمئة من الناتج المحلي للأغراض العسكرية والدفاعية، تأييدًا لمقترح حلف الناتو، ورغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
يتوازى القرار مع نية المستشار فريدريش ميرتس لتطوير جيش بلاده ليصبح أقوى جيش تقليدي في أوروبا.
التحركات الألمانية الحالية تعد تحولًا تاريخيًا في سياستها الأمنية، التي اعتمدت منذ نهاية الحرب الباردة على الدبلوماسية وضبط النفس عسكريًا، حتى بداية الصراع الروسي الأوكراني، فتحولت اللغة وتغير الأسلوب.
النفقات الدفاعية في السنة الماضية لألمانيا الاتحادية تؤيد ذلك، حيث بلغت نحو تسعين مليار يورو، وهو الرقم المتوقع مضاعفته خلال الفترة المقبلة لمجاراة التحديات الحادثة في القارة الأوروبية.
موسكو، في المقابل، ترى الوضع أشبه بالهستيريا المعادية لها من قبل القارة الأوروبية، التي تجازف بمكاسب السلام المحققة منذ الحرب العالمية الثانية، من خلال زحف البنية العسكرية إلى الحدود الروسية، بما سيدفع الوضع إلى مرحلة خطرة غير محمود عقباها.
روسيا أيضًا تنفي نيتها مهاجمة أي دولة في حلف شمال الأطلسي، في الوقت الذي تنفق فيه أكثر من أربعين بالمئة من ميزانيتها على الدفاع والأمن.
خطة التسليح المقدرة بالمليارات في أوروبا لن تغير كثيرًا من تموضع روسيا كثاني أكبر قوة عسكرية عالميًا بعد الولايات المتحدة الأميركية، لكنها خطوة في طريق طويل لألمانيا، لمحاولة القفز بمكانة جيشها إلى مزيد من التقدم في سباق العسكرة.
تقرير: مينا مكرم