2025-06-28
انتهت الحرب... أو هكذا قالوا. إسرائيل قصفت، إيران ردت، والعالم حبس أنفاسه اثني عشر يومًا، ثم تنفس - دون أن يعرف إن كان ما تنفسه هواءً نقيًا أم غبارًا نوويًا خفيًا.
ويخرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب من صمت الحرب بلغة لا تُترجم. لم ينتظر كثيرًا ليوجه كلامه مباشرة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، بلغة لا تعرف البروتوكول، ولا تحتملها الدبلوماسية. كلمات مقنعة، ورسائل غير مشفّرة.
ليرد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من النقطة صفر: طالما استمر الخطاب بهذا الشكل، لا مفاوضات. لا في السر ولا في العلن. لا في روما ولا في مسقط.
الهجوم على خامنئي لم يعد خطوة سياسية، بل أصبح خطًا أيديولوجيًا لا دبلوماسيًا.
لكن خلف التصريحات، تتحرك طبقات أعمق. وفي واشنطن، تبدو النغمة مترددة. مرة يُقال إن البرنامج النووي الإيراني دُمّر بالكامل، ومرة يُقال إن إيران النووية أُعيدت سنوات إلى الوراء، ثم تُفتح أبواب الحديث عن التفاوض... وكأن الحرب لم تقع.
الحديث عن التفاوض لا يأتي بعد الحسم، بل بعد الشك. المفاعلات النووية ضُربت، والمنشآت الإيرانية كُشفت، لكن "النية النووية" لم تُدفن. وما يُقال خلف الأبواب، إن المشروع النووي لم يُمحَ، بل أُعيد ترتيبه.
وما يُعلن في التصريحات لا علاقة له بما يُنقل تحت الأرض. فما ضُرب في العلن قد يكون وهمًا متقنًا، لكي ينجو الأصل.
وتهمس التقارير أن الفكرة وجدت لها ملاذًا... جبل الفأس. موقع تحت الأرض محصّن بالصخر، يُقال إن إيران خبأت فيه اليورانيوم المخصب، قبل أن تفتح السماء.
ليست منشأة جديدة، بل بقعة تحت الأرض... يبدو أن إيران تؤمن بها، أكثر مما تؤمن بالأمم المتحدة.
تقرير: علي حبيب