2025-07-19
في عاصمة تحاصرها السماء كل مساء... في ليل كييف الطويل.. يقايض الناس ضجيج الحرب بلحظات من السكون، وتفترش الأمهات الأرض. داريا سلافيتسكا شابة في السابعة والعشرين من العمر تحمل عربة طفلها إميل ذي العامين بسجادة يوغا وبعض الطعام، وتتجه إلى محطة المترو... إلى حيث لا تصل الصواريخ... أين أصبح الطفل إميل أكثر هدوءاً بعدما أخبرته داريا أن أصوات الغارات ما هي إلا رعد. بينما صفارات الإنذار والانفجارات لا تتوقف في الخارج...
داريا سلافيتسكا
"كنا نأتي مرة واحدة فقط في الشهر. الآن، نأتي مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً. في يوليو، ركضتُ في الشارع بينما كانت الانفجارات تدوي، كل ما فكرت فيه هو أن أصل إلى هنا بسرعة مع ابني إميل."
داريا ليست الوحيدة، فوفقاً لخدمة مترو العاصمة، شهدت محطات المدينة الست والأربعين مئة وخمسة وستين ألف زيارة ليلية في الشهر الأخير، مقارنة بخمسة وستين ألفاً فقط في مايو. فيما ارتفعت في كييف مبيعات المراتب القابلة للنفخ وأسرة التخييم والنوم بنسبة خمسة وعشرين بالمئة خلال شهر يونيو...
فيما يتخذ آخرون تدابير أكثر صرامة، مثلما فعلت ستوروزوك، صاحبة مشروع صغير، والتي لم تجد مأوىً لها، بل وجدت الأمان في صندوق "كبسولة الحياة" أوكرانية الصنع وقادرة على تحمل سقوط ألواح خرسانية.
في قلب كييف، أصبح النوم رفاهية مفقودة، وملجأ المترو هو الأمل الأخير لعائلات تحاول النجاة – لا فقط من القصف، بل من التوتر المستمر وفقدان الأمان.
وإن يبقَ المترو الملجأ الوحيد في عتمة ليالي القصف، تبقى دقات القلب أعلى من صوت الانفجارات... واقع يعيشه ثلاثة ملايين ونصف أوكراني يبحثون في قاع الأرض وكبسولات الحياة عن النوم والأمان منذ ثلاثة أعوام...
تقرير: حذام عجيمي