في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية وتكثيف الضغوط الإقليمية والدولية لإنهاء النزاع القائم، تعيش غزّة واحدة من أعقد اللحظات السياسية والأمنية والإنسانية. فقد أعلنت إسرائيل عن الخطوات الأولى للسيطرة على مدينة غزّة، وذلك بعد اشتباك مع مقاتلين من حركة حماس جنوبي خان يونس، بحسب ما أفاد المتحدث باسم الجيش إيفي ديفرين.

خطوة لاقت صدى لدى الأمم المتحدة، حيث دعا أمينها العام إسرائيل إلى وقف فوري لإطلاق النار لتجنب الموت والدمار، كما دعاها للتراجع عن قرار توسيع البناء الاستيطاني "غير القانوني" في الضفة الغربية.

يأتي هذا بينما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتوجه إلى المنطقة الجنوبية للتصديق على خطة احتلال مدينة غزّة، في حين استدعى جيش الاحتلال نحو 60 ألفًا من جنود الاحتياط لبدء المرحلة الأولى من هذه الخطة، وسماها "عربات جدعون 2".

من جانبها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن الجيش سينفذ "عملية تدريجية ودقيقة ومحددة الأهداف في مدينة غزّة ومحيطها".

كل ذلك يجري في جو يخيم عليه صمت رسمي حتى الآن في إسرائيل، رغم تسلمها عبر الوسطاء رد حركة حماس بشأن صفقة وقف إطلاق النار. لكن هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مكتب نتنياهو أن سياسة إسرائيل "ثابتة ولم تتغير"، وهي الإفراج عن جميع الأسرى الـ50. وقال مكتب نتنياهو إن إسرائيل في ما سماه "مرحلة الإخضاع النهائية لحماس، وأنها لن تتخلى عن أي أسير".

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي أن تل أبيب ستجري "مفاوضات للتوصل إلى اتفاق تحت النيران". كما نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الرد الإسرائيلي على مقترح الصفقة يجري صياغته تحت تعتيم كبير، في حين نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مصادر قولها إن نتنياهو لا يطلع حتى الوزراء الكبار هذه المرة على ما يجري خلف الكواليس بشأن المفاوضات.

تقرير: فادي زيدان