2025-06-27
لولا تفاقم النزاع الأوكراني، ما انتبه الإعلام البريطاني إلى تلك الأرقام المخيفة التي تظهر الجيش البريطاني وقد تقلص تعداده إلى سبعين ألفاً وثمان مئة وستين جندياً فقط.
وهو الحجم الأصغر منذ ثلاث مئة سنة. وعلى غير عهد الحكومات العمالية التي سعت دوماً إلى الحد من الإنفاق الدفاعي، أقدمت حكومة كير سترامر على مراجعة دفاعية شاملة أفضت إلى تبني استراتيجية جذرية لإعادة بناء قدرات الجيش البريطاني، تعداداً وعدة.
وقد ظهرت المملكة المتحدة في مؤتمر الناتو بهولندا مثالاً يُحتذى به، في اعتمادها طوعاً، دون غيرها من الدول الأعضاء، مطلب الرئيس ترامب في تخصيص 4.1% من الناتج البريطاني بحلول عام 2027، و5% بحلول العام 2035، وهو ما ثمّنه الناتو بقوة.
الاستراتيجية الدفاعية الجديدة تطمح أيضاً إلى العودة، في إطار الحلف الأطلسي، إلى الردع النووي المحمول جواً. المملكة المتحدة ستتزود هكذا باثنتي عشرة طائرة من طراز "أف-35"، قادرة على حمل قنابل نووية تكتيكية، رغم أنها لن تتحكم في استعمالها الفعلي، الذي سينتظر الضوء الأخضر الأميركي.
المملكة المتحدة لن تستعد فصاعداً للحرب بنقص في العدد والعتاد، فالاستراتيجية الأمنية والدفاعية التي كشفت عنها الحكومة تدفع إلى الاعتقاد بأن الإنفاق العسكري سيأخذ حصة الأسد في الميزانيات اللاحقة، بخلفية أن السلم العالمي لم يعد أمراً مفروغاً منه.
تقرير: كمال علواني