2025-06-27
وسط دخان الهدنة الهشة بين إيران وإسرائيل، تبدو ملامح المرحلة المقبلة محكومة بالغموض والتوتر. فالتصريحات الصادرة من العواصم الكبرى، والردود الإيرانية الصلبة، تكشف عن واقع تتقاطع فيه الحسابات الإقليمية والدولية، دون أن تحمل مؤشرات واضحة على إمكانية ولادة اتفاق سلام حقيقي بين الجانبين.
في تصريح شديد اللهجة، حذرت إيران من مغبة التمادي الإسرائيلي، موقف يعكس بوضوح غياب أي نية لدى طهران للتهاون مع أي استفزاز عسكري.
من جانب آخر، تقود الولايات المتحدة محاولات دبلوماسية للتهدئة، حيث أعلنت الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية ماركو روبيو بحث مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، دعم سلام دائم بين إسرائيل وإيران. غير أن هذا التحرك يصطدم بسقف واقعي منخفض، في ظل انعدام الثقة بين الطرفين، وتناقض المواقف بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي لا يزال في صلب الخلاف.
أما موسكو، فترسل إشارات مزدوجة.. فبينما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن النزاع بين إسرائيل وإيران أصبح من الماضي، جاء تحذير وزير دفاعه أندريه بيلاوسوف من تفاقم الأوضاع نتيجة الضربات الأميركية والإسرائيلية، ليعيد التأكيد على هشاشة هذه التهدئة.
في هذه المعادلة المعقدة، تبدو الوساطات الدولية من باكستان إلى روسيا أقرب إلى محاولات رمزية منها إلى مبادرات فاعلة. ذلك أن عمق الصراع بين طهران وتل أبيب يتجاوز مجرد اشتباك عسكري؛ ومع أن خطاب المرشد الإيراني علي خامنئي بعد الحرب حمل لهجة انتصار، فإن الواقع الميداني والسياسي لا يسمح لطهران أو لتل أبيب بإغلاق هذا الملف قريباً. بل إن الهدوء الظاهر اليوم، قد يكون مجرد استراحة محارب.
تقرير: علي الموسوي