اتخاذُ المرأة قرارَ الحمل في عالم اليوم بات محفوفًا بالمخاطر، في ظل ارتفاع معدلات الوفيات، حيث تُظهر الدراسات وفاةَ سيّدة حامل أو أمّ جديدة كل دقيقتين لأسباب يمكن الوقاية منها.

فالوفاة أثناء الحمل أو بعيد الولادة حتى ستة أسابيع تنتشر بشكل لافت، وخاصة في البلدان المنخفضة الدخل، حيث تواجه النساء في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب آسيا، وأميركا اللاتينية، ومنطقة البحر الكاريبي تفاقم الأزمات الصحية، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية.

ووفقًا للإحصائيات التي جمعتها الأمم المتحدة، فإن امرأة واحدة من بين كل 100 تموت أثناء الولادة أو في الأيام التي تليها.

وسجّلت نيجيريا أكثر من ربع عدد وفيات النساء أثناء الولادة في العالم، بنسبة 29%، بما يعني وفاة 75 ألف امرأة بسبب الولادة في العام، أي امرأة واحدة كل 7 دقائق.

وأكثر أسباب الوفاة شيوعًا في هذه الحالات هي النزيف الحاد، بالإضافة إلى تسمم الحمل ومشاكل أخرى تتعلق بارتفاع ضغط الدم، والتي يمكن أن تؤدي إلى السكتة الدماغية أو فشل الأعضاء إذا لم يتم علاجها، فضلًا عن الالتهابات أو الأمراض المزمنة التي تؤثر بشكل مباشر على صحة المرأة.

وتلقي الوفيات بين النساء الحوامل بظلالها أيضًا على السيدات الأخريات اللاتي يتأثرن بمضاعفات تهدد حياتهن، تُعرف باسم شبه الوفاة، نتيجة الهلع من تكرار التجربة ذاتها معهن.

ويعد المراقبون للوضع الظاهرة إنذارًا لوجود مشاكل صحية ومجتمعية وسياسية أوسع نطاقًا، مؤكدين الحاجة إلى مزيد من التنسيق بين مختلف أجزاء النظام الصحي، مثل التوليد، والرعاية الأولية، وخدمات الطوارئ، ودعم الصحة النفسية.

تقرير: مينا مكرم