Mask
Logo

أخبار-دولية

البصرة تحتضر مائيًا.. أنهار ملوثة وهوية تاريخية تتلاشى في ظل النفط والتوسع العشوائي

2025-06-06

بعد أن كانت تلقب بفينيسيا العرب بفضل شبكة الأنهار التي كانت تتفرع بين أحيائها، تعيش مدينة البصرة في جنوب العراق واقعًا مختلفًا عما كانت عليه في الماضي، بعد امتداد التوسع العمراني غير المنظم لعقود، مصحوبًا بإهمال طويل، ما أدى إلى تحول معظم هذه الأنهار إلى مجارٍ راكدة ملوثة وبرك آسنة.

هذا التلوث الذي لحق بتلك الأنهار، التي كانت تعد المصدر الأساسي لري الأراضي الزراعية، لم يكن مؤثرًا نتيجة التحول الاقتصادي الذي شهدته المدينة من الزراعة إلى النفط، لتندثر المزارع وتتراكم النفايات، ما أدى إلى تراجع ارتباط الناس بالمدينة، ولتفقد رمزيتها كأحد المعالم التاريخية.

في خضم هذا الواقع القاتم، بدأت تظهر محاولات متواضعة لإعادة الحياة إلى بعض هذه الأنهار، إذ شرعت السلطات المحلية بطرح مشاريع تطهير وردم، وتحويل أجزاء منها إلى حدائق ومساحات خضراء عامة، في محاولة لاستعادة جزء من هوية المدينة المائية.

تشير الإحصاءات المحلية إلى أن أكثر من مئة وثلاثين نهرًا في المدينة تواجه خطر الاندثار، مما يهدد بفقدان المزيد من الأراضي الزراعية، وتراجع الثروة الحيوانية، فضلًا عن التأثيرات الصحية الناجمة عن التلوث المائي المستمر.

وبين الإهمال المزمن والتلوث المتصاعد، يبقى مصير فينيسيا العرب معلقًا في انتظار قرارات حاسمة تعيد للبصرة ما سلبه الزمن والإهمال.


تقرير: وفاء الطرابلسي

Logo

أخبار ذات صلة