Mask
Logo

أخبار-دولية

الانقسام الإسرائيلي يطغى على استقبال ترامب في الكنيست

2025-10-13

تجلّى الانقسام السياسي الإسرائيلي في أوضح صوره داخل قاعة الكنيست، خلال الاستقبال الرسمي للرئيس الأميركي دونالد ترامب في زيارته إلى إسرائيل لوقف الحرب، ففي لحظة كان يفترض أن توحد فيها الرمزية السياسية صفوف النخبة الإسرائيلية خلف الحليف الاستراتيجي الأهم، بدت الانقسامات أكثر وضوحا من أي وقت مضى.

التصفيق الحار الذي استمر لخمس دقائق، فيما بدا وكأنه إجماع مرحلي على أهمية دعم ترامب المتواصل لإسرائيل، سرعان ما تلاشى مع أولى بوادر الانقسام داخل القاعة، فعند ترحيب رئيس الكنيست برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، امتنع نحو نصف النواب عن الوقوف، وكان ذلك احتجاجا صامتا لكنه مدويا، يعكس أزمة ثقة عميقة داخل المؤسسة التشريعية، ورفضا ضمنيا لنهج نتنياهو في إدارة الأزمات المتلاحقة، لا سيما في ظل استمرار الحرب على غزة.

وفي كلمته أمام الكنيست، أعاد ترامب تأكيد التزامه الحازم بأمن إسرائيل، معلنا أن اليوم سيعود 20 رهينة إلى أحضان عائلاتهم، واصفا ذلك بـ “الفجر التاريخي لمستقبل الشرق الأوسط".

وفي لحظة لافتة ذات دلالات سياسية وشعبية، رفع عضوا الكنيست أحمد الطيبي وعوفر كسيف لافتة كتب عليها "إبادة جماعية"، في إشارة مباشرة إلى العمليات العسكرية الجارية في غزة، وقد تم إخراجهما من القاعة فورا، في مشهد يعكس محاولات متكررة لإقصاء الأصوات المعارضة، ويؤكد في الوقت ذاته أن الانقسام في إسرائيل لم يعد مجرد خلاف حول السياسات، بل حول المبادئ الأساسية لبنية الدولة وعلاقتها بالمجتمع الفلسطيني داخل حدودها وخارجها.

وفي سياق مواز، لم يتردد نتنياهو في استثمار المنبر لترسيخ أجندته السياسية، معلنا شكره لترامب على اعترافه بالحقوق التاريخية في الضفة الغربية، وفي دلالة لا تخلو من الرمزية قدم ترامب زعيم المعارضة يائير لبيد لإلقاء كلمته.

وبينما جاءت كلمته محملة بنبرة توافقية، كان واضحا أن محاولة إظهار البيت السياسي الإسرائيلي الموحد لم تصمد طويلا، فلبيد نفسه كان ولا يزال من أبرز المنتقدين لسياسات نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بملف غزة والتعامل مع الحليف الأميركي.

فالدفء الظاهري في الكلمات، سواء من ترامب أو من القادة الإسرائيليين، لم يخف حجم التصدع داخل البنية السياسية الإسرائيلية، إذ إن الزيارة وإن حملت وعودا ودعما، كشفت أن الإجماع السياسي في إسرائيل هش، وأن وحدة الموقف ما زالت حكرا على الشعارات لا على السياسات الفعلية.


تقرير: فؤاد مشيك


Logo

أخبار ذات صلة