Mask
Logo

أخبار-دولية

ترامب يعترف بخسارة الهند وروسيا لصالح الصين

2025-09-05

في تحول دراماتيكي قد يترك بصماته على مستقبل النظام العالمي، أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال بما وصفه خسارة الهند وروسيا لصالح الصين العميقة والمظلمة، في اعتراف غير مسبوق ينطوي على تداعيات استراتيجية بالغة الأثر على توازنات القوى العالمية.

إقرار ترامب النادر بالخسارة، وهو الذي يرفض قبولها عادة، يعكس تراجع النفوذ الأميركي وتنامي صعود الصين كقوة قائدة لمحور جديد يضم روسيا والهند وربما دولا أخرى.

وفي ظل توترات الحرب في أوكرانيا والتصعيد التجاري مع نيودلهي، بدأت العلاقة بين واشنطن وحلفائها التقليديين بالتفكك، إذ إن اتهامات ترامب بالتعامل المرتجل مع الهند، ساهمت في إضعاف الثقة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ما دفع نيودلهي للبحث عن شركاء استراتيجيين جدد كروسيا والصين.

وقد اعتبرت صحف أميركية مثل بوليتيكو ونيويورك تايمز أن سياسات ترامب الشعبوية والاقتصادية ضيقت الأفق وعجلت في هذا الانفصال الاستراتيجي، بينما استغلت الصين هذا التصدع لتعزيز تحالفاتها في آسيا، مقدمة نفسها كبديل أكثر موثوقية ومرونة.

كما أن لقاء مودي مع كل من شي جين بينغ وبوتين وكيم جونغ أون، عُد إشارة واضحة إلى إعادة تموضع الهند ضمن خارطة التحالفات الدولية، حيث لم تعد نيودلهي ترى نفسها مجرد شريك للغرب، بل لاعبا مستقلا يتبنى عدم الانحياز الجديد في مواجهة نظام عالمي تعتبره غير عادل.

وفيما تترسخ الشراكات الروسية الصينية، يعيد مودي تقييم علاقة بلاده بالغرب بعد فرض عقوبات وتعريفات جمركية متكررة، بينما تتحرك بكين برؤية طويلة الأمد وتبدو اليوم في موقع القيادة لنظام عالمي جديد، في وقت تتخبط فيه واشنطن في صراعات داخلية وسياسات خارجية متذبذبة، وقد تشهد المرحلة المقبلة إعادة رسم خارطة النفوذ العالمي، دون أن تكون واشنطن مركزها.


تقرير: فؤاد مشيك

Logo

أخبار ذات صلة