Mask
Logo

أخبار-دولية

جهود ترامب لوقف حربي أوكرانيا وغزة تصطدم بواقع معقد

2025-06-02

منذ عودته إلى البيت الأبيض، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ثقة عالية في قدرته على معالجة ملفات معقدة من أوكرانيا إلى غزة، ومن إيران إلى الصين، عبر طرحه استراتيجية تقوم على وقف الحروب وتقليص التدخلات العسكرية، مع وعود بصناعة السلام بأسلوب خاص.

لكن مع مرور أشهر على هذه المساعي، يمكن القول إن النهج الدبلوماسي الذي سلكه ترامب عبر مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف كان متشابهًا إلى حد كبير، وهو ما أدى حتى الآن إلى النتيجة ذاتها، فلا أفق لحل سياسي في أي من هذه الصراعات.

ففي حالة غزة، طرح ترامب بداية وصفة للحل أقل ما يقال عنها إنها صادمة، حيث دعت إلى تهجير نحو مليوني فلسطيني من القطاع، مع ممارسة الضغوط على دول حليفة لاستقبال من سيتم تحويلهم إلى لاجئين، محولًا الصراع الذي شهد مقتل أكثر من خمسين ألفًا من الفلسطينيين، إلى مجرد صفقة استثمار قد ترضي الجميع، عندما وعد بتحول القطاع إلى ريفيرا الشرق الأوسط.

وصفة ترامب، التي عكست وفق كثيرين قصورًا كبيرًا لديه في فهم حيثيات الصراع وتعقيداته، سرعان ما واجهت رفضًا دوليًا كبيرًا أجبره على طرح مبادرات أخرى للحل، لكنها جميعها لم ترقَ حتى الآن إلى مستوى يمكن معه المضي قدمًا في مسار التهدئة، حيث بقيت طروحات ويتكوف تدور في حلقة مفرغة.

كذلك الحال في الحالة الأوكرانية، حيث راهن ترامب منذ البداية على علاقاته بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وعلى شخصه كمفاوض يمتلك وحده القدرة على التوصل إلى حلول دبلوماسية بسرعة قياسية، في تجاهل أو جهل، على ما يبدو، لحيثيات الصراع وتعقيداته، وأن إيقاف مثل هذه الحرب يحتاج، وفق كثيرين، إلى التحلي بالصبر، وإدراك أنها لن تُحل بسرعة، كما أن جهود الحل بحاجة إلى إشراك الدول الأوروبية التي تعي أن انتصار روسيا في هذه الحرب سيعيد تشكيل موازين القوى في القارة بطريقة تهدد أمنها واستقرارها.

وضمن المعادلات والمعطيات القائمة، تبدو الخيارات الأميركية المستقبلية غير واضحة إذا ما فشلت الجهود الدبلوماسية، كما أن النتيجة السلبية ستكون غير عادلة إذا ما ارتبطت فقط بسياسات ترامب، دون الإشارة إلى أن تلك الملفات أصلًا كانت من تركة إدارة بايدن.


تقرير:نادر علوش

Logo

أخبار ذات صلة