2025-09-11
قُتل تشارلي كيرك، أحد أبرز وجوه اليمين المحافظ في أميركا، عن عمر ناهز واحداً وثلاثين عاماً خلال فعالية جامعية نظمتها منظمة "نقطة تحول الولايات المتحدة الأميركية" التي شارك في تأسيسها.
أسس كيرك "نقطة تحول" في سن ثمانية عشر عاماً لنشر الفكر المحافظ في الجامعات الليبرالية، لتتحول لاحقاً إلى حركة وطنية نشطة في أكثر من ثمانمئة وخمسين حرمًا جامعيًا. وكان يشارك بانتظام في نقاشات حول الهوية الجنسية والتغير المناخي والقيم الأسرية، وغالباً ما أثارت آراؤه في القضايا السياسية والاجتماعية الجدل، ولا سيما آراؤه في مسألة ضبط الأسلحة ومعاداته للمتحولين وتشكيكه في جائحة كوفيد-19، وترويجه علنًا للادعاء الكاذب بأن انتخابات 2020 سُرقت من ترامب.
اشتهر كيرك ببرنامجه الإذاعي اليومي وبودكاست حصد ملايين المتابعين، مستثمراً طاقته في النقاش السياسي من دون أن يحمل شهادة جامعية. ورغم افتقاره للخلفية الأكاديمية التقليدية، عرف متحدثاً لبقاً واستقطب تأييداً واسعاً في أوساط الجمهوريين، وخاصة بعد أن تحول إلى حليف مقرّب لترامب.
كيرك، ابن مهندس معماري، نشأ في ضاحية بروسبكت هايتس الثرية في شيكاغو، والتحق بكلية مجتمعية بالقرب من شيكاغو قبل أن يترك الدراسة ليتفرغ للنشاط السياسي. تزوج من ملكة جمال أريزونا السابقة، وأنجب طفلين، فيما ظل الإيمان والعائلة محور اهتمامه السياسي.
ينسب إليه الفضل في المساعدة على تسجيل عشرات الآلاف من الناخبين الجدد على نطاق واسع، وفي تحويل أريزونا إلى مصلحة ترامب. وتطورت العلاقة بينهما ليصبح حليفاً لترامب، حيث حضر حفل تنصيبه في واشنطن قبل أن يصبح زائراً منتظماً للبيت الأبيض.
ترامب، الذي قرر نكس الأعلام لمقتل كيرك، وصف حليفه الشاب بـ"شهيد الحقيقة والحرية"، مشيداً بإرثه في جذب الشباب إلى القيم المحافظة.
رغم الجدل الذي أثارت بعض مواقفه، اعتبره كثيرون صوتاً جريئاً يمثل جيلًا جديدًا من المحافظين الأميركيين. وقد خلف اغتياله المفاجئ صدمة كبيرة في الأوساط السياسية، وسط دعوات لتحقيق شامل ومحاسبة الفاعل، وتأكيد أهمية النقاش السلمي في مواجهة الانقسامات.
تقرير: حذام عجيمي