2025-08-05
في غزة، لم يعد الجوع وحده ينهش الجسد، بل صار المرض شريكا ثابتا على مائدة الموت، ففي شوارع مدمرة وبين أنقاض البيوت والمخيمات تتسع دائرة الفقد، ووزارة الصحة في غزة تحذر من تصاعد خطير قد يخرج عن السيطرة للأمراض المعدية بعد تسجيل أولى وفيات متلازمة "غيلان باريه"، وهو مرض نادر تحول فجأة إلى إنذار وبائي.
قبل الحرب لم تكن الحالات تتجاوز أصابع اليد، أما اليوم فقد سُجِّلت أربعة وستون إصابة في شهرين وثلاثة موتى، بينهم طفلان وسيدة ستينية، فالفحوصات تكشف عن فيروسات معوية وحالات شلل أطفال، فيما أصبحت البيئة كما يقول الأطباء خصبة لانفجار الأمراض، في وقتٍ الأدوية فيه مفقودة والحصار يخنق أي أمل بإنقاذ الأرواح.
والجوع أيضا لا ينتظر، إذ سُجِّلت ست وفيات جديدة في يوم واحد، لترتفع حصيلة ضحايا المجاعة منذ بدء الحرب إلى مئة وثمانين فلسطينيا، بينهم ثلاثة وتسعون طفلا.
برنامج الأغذية العالمي يصف المساعدات الجوية بأنها "ضمادات على جرح مفتوح"، مكلفة وخطيرة، وتصل أحيانا إلى غير مستحقيها.
في غزة لا يختار الموت شكله، فقد يأتي على هيئة جوع، أو مرض، أو قذيفة، لكن الحصار هو الذي يضمن له دائما أن يجد طريقه.
تقرير: علي حبيب