2025-04-25
من روما إلى مسقط، قطار المفاوضات النووية يعافر الزمن، في سباق محموم ضد ساعة البيت الأبيض، حيث هنالك ستون يومًا فقط تفصل المنطقة بين اتفاق دبلوماسي أو عاصفة عسكرية لا تحمد عقباها.
ففي منعطف خطير من أزمة الملف النووي الإيراني، تشتعل أروقة الدبلوماسية بنيران المواجهة بين واشنطن وطهران.
فبينما يلقي الوفد الإيراني بورقة "الاتفاق المؤقت" مقابل رفع جزئي للعقوبات وتراجع تقني عن التخصيب، تلقم واشنطن المفاوضات برصاصة الرفض، معلنة عدم المساومة على شروطها بأن إيران دون سلاح نووي، مهما كان الثمن.
وفي منحى غامض، تختار واشنطن العمانية مسقط ساحة للجولة الثالثة. ولكن مفاجأة تثير الاستغراب، كون الوفد الأمريكي هذه المرة بقيادة "مايكل أنطون"، رجل السياسة بلا خلفية نووية.
هذا الاختيار حيّر المراقبين بين كونه مناورة لخفض سقف التوقعات أم رسالة غير مباشرة لطهران بأن الخيارات الأخرى جاهزة.
ستُعقد الجولة القادمة من المحادثات في عمان يوم السبت، وستكون أول اجتماع للفرق الفنية. ونعلمكم أيضًا أن مدير تخطيط السياسات، مايكل أنطون، سيرأس الوفد الفني، وسيكون المبعوث الخاص، ويتكوف حاضرًا أيضًا.
أما في العواصم الأوروبية، فالقلب بين الإصبعين، ترحيب حذر بأي تقدم، لكنه مشروط بـ"ضمانات حديدية" من طهران.
وفي تل أبيب، تعلن الجبهة الداخلية حالة التأهب القصوى، بينما تُطلق صواريخ في سماء صحراء النقب كـ"إنذار أخير" يؤكد أن إسرائيل لا تتفاوض على أمنها، وأن لغة الحرب هي اللغة الأكثر رواجًا.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدخل على الخط من خلال الإعلان عن تركيب كاميرات المراقبة في منشآت إيرانية، في خطوة لتفادي الكارثة أو طرح هدنة مؤقتة قبل العاصفة.
وأخيرًا، فإن اللعبة الآن بين يدي الزمن. ستون يومًا، إما أن الدبلوماسية ستعطي فرصة جديدة لإيران، أو تذهب الأمور نحو تصعيد عسكري لا تُحمد عقباه.
فوق الطاولة ورقة الاتفاق، وتحت الطاولة البنادق مشحونة.
تقرير: مهند الفلاحي