Mask
Logo

أخبار-دولية

قلق بريطاني من تقارب أوروبي صيني يُغضب أميركا

بشيء من الحماسة والحذر أيضًا، يقترب البريطانيون الذين غادروا قبل سنوات الاتحاد الأوروبي، من جديد، من جيرانهم في القارة، فيختار البريطانيون والأوروبيون أن يدخلوا معًا معترك لحظة سياسية صعبة، يلوح فيها الأميركيون بالنأي بعيدًا وفك الشراكة بين ضفتي الأطلسي.

وفي هذا السياق، تفاوضت رئيسة المفوضية الأوروبية، قبل أيام، مع البريطانيين على اتفاق يعيد تأهيل العلاقات بين الطرفين، وهو اتفاق يمتد للتعاون في مجالي الاقتصاد والتسليح، ليقرر الأوروبيون إذًا أن يقفوا إلى جانب البريطانيين في صف واحد، ولكن بأي كلفة؟

في الوقت نفسه، يتفحص رئيس الوزراء البريطاني ووزيرة ماليته تداعيات الرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس الأميركي على قطاعات حيوية في الميزان التجاري بين الولايات المتحدة وبريطانيا، وعلى رأسها صناعة السيارات، ويؤكد المسؤولون البريطانيون عزمهم مواصلة التفاوض مع الأميركيين لإقناعهم برفع تلك الرسوم.

وبهذا العزم، وصل رئيس الوزراء البريطاني قبل أسابيع إلى واشنطن في أول لقاء له مع الرئيس الأميركي، حيث قطع دونالد ترامب لسير كير ستارمر وعودًا يبدو أنها يصعب أن تتحقق، ورغم جلوس المفاوضين البريطانيين مع نظرائهم الأميركيين على طاولة واحدة، إلا أن الأميركيين لا يظهرون حماسة كبيرة للوفاء بالعلاقات التاريخية الخاصة التي تربطهم بالبريطانيين، ففي الحرب التجارية يبدو الجميع سواء.

وهو ما كان البريطانيون يتحسبون له، وهم يفسحون المجال لشريك جديد على طاولة التعاون: وهي الصين، فرغم التوجس البريطاني من مطامع النفوذ الصيني، وفي لحظة سياسية تتسم باللا يقين، يفضل البريطانيون تنويع الشركاء، غير أن الأميركيين لا يريدون لحلفائهم أن يجلسوا على طاولة واحدة مع خصومهم.

ويحاول البريطانيون إيجاد موضع وسط بين الخصمين، ولكن يبقى السؤال: هل تستطيع لندن الخروج من فلك واشنطن الذي تدور فيه منذ عقود؟ تلك مهمة شاقة، يقول كثيرون، قد لا تنوء أي حكومة بريطانية بأعبائها.


تقرير: سارة عبد الجليل

Logo

أخبار ذات صلة