لماذا تبدأ الحروب مع أولى ساعات الفجر؟

من أوكرانيا إلى أفغانستان، ومن مقتل بن لادن إلى معارك سوريا، هناك سبب عسكري واضح.

فالتوقيت ليس مصادفة.

عسكرياً، الفجر هو الوقت المثالي للمباغتة. خلال هذا التوقيت، يكون العدو في أقل حالات اليقظة، فالجسم والعقل ما زالا في حالة خمول بعد النوم، ما يقلل من سرعة الرد.

وقبل شروق الشمس بدقائق، تكون الإضاءة خافتة، ما يمنح القوات المهاجمة غطاءً طبيعياً للحركة دون أن تُكشف بسهولة، خصوصاً في الهجمات البرية أو الإنزالات الجوية، مثل طوفان الأقصى مثلاً.

الهجوم في لحظة السكون يمنح الجنود شعوراً بالتفوق. ومعنوياً، الطرف المستهدف يصاب بالارتباك والخوف، ما يؤدي غالباً إلى خلخلة خطوطه الأولى بسرعة، ويولّد لديه شعوراً بالعجز يُستخدم كسلاح حرب نفسية مدروس.

مثلاً، الغزو الروسي لأوكرانيا بدأ فجراً عام ألفين واثنين وعشرين. وعملية قتل بن لادن نُفذت أيضاً فجراً في الثاني من مايو عام ألفين وأحد عشر. وحتى في الثمانينات، شنت إيران هجمات الفجر ضد العراق قبل بزوغ الشمس لتحقيق اختراق مباغت.

فهذا تكتيك تعتمده الدول المتحاربة أو التي تنوي شن هجوم على خصم أو دولة أخرى.

ولكن، ثمة سبب آخر يجهله الكثيرون.

فعند الفجر، تكون أنظمة المراقبة العالمية، من أقمار صناعية ورادارات واتصالات عسكرية، في دورات تبديل أو صيانة أو خمول نسبي. وبعض الجيوش تستغل هذا الفراغ التقني لاختراق دفاعات رقمية أو تعطيل اتصالات حساسة قبل أن تُفعّل بالكامل.

الفجر ليس فقط بداية يوم... بل لحظة استراتيجية تُغيّر موازين الحرب.

تقرير: إيسامار لطيف