مع رحيل البابا فرنسيس، يتذكر العالم مواقفه ورؤيته تجاه عدد من القضايا والموضوعات التي خلقت انقساماً بين مؤيد ورافض، فمنذ وصوله إلى المنصب الديني الأعلى في العالم الغربي منذ اثني عشر عاماً، بادر بتحدي الأوساط التقليدية ليُحدث زلزلة في مفاهيم كثيرة ارتأى أنها لا تتوافق مع جوهر الإيمان المسيحي.
غادر البابا هذه الحياة والحروب تعصف بها، فكان شاهداً على اندلاع الكثير منها، لا سيما في غزة وأوكرانيا، حيث ظل حتى آخر يوم يناشد المجتمع الدولي والقادة المتصارعين لكف القتال ووضع السلاح جانباً، حفاظاً على أرواح الأبرياء.
"أريد كنيسة فقيرة للفقراء".. بهذه الجملة بدأ عمله بعد أيام قليلة على انتخابه، معبّراً عن رغبته في رؤية كنيسة تتسع أكثر للمهمشين.
"إذا كان الشخص مثلياً ويسعى إلى الرب بحسن نية، من أنا لأحكم عليه؟".. هكذا كان موقفه تجاه الموضوع الأكثر حساسية في الأوساط الدينية.
"الانفتاح على الحياة شرط للزواج، لكن ذلك لا يعني أن على المسيحيين إنجاب الأطفال دونما توقف".. هذا كان موقفه من قضية تحديد النسل والإنجاب.
الزهايمر الروحي، والتحجر النفسي والروحاني، وإرهاب الثرثرة، والانفصام الوجودي، والنرجسية المزيفة.. هكذا عدّد البابا ما وصفها بأمراض الأساقفة الذين يشكلون إدارة الكنيسة.
"في حال تحدث صديق بالسوء عن والدتي، عليه أن يتوقع لكمة، وهذا طبيعي.. لا يمكن استفزاز الآخرين والتعرض لإيمانهم أو الاستخفاف به".. كان هذا رده فيما يخص حرية الرأي والتعبير.
"من غير العدل التخلص من كائن بشري مهما كان صغيراً لحل مشكلة، الأمر أشبه بالاستعانة بقاتل مأجور لحل المشكلة".. هكذا عبّر عن رفضه الشديد للإجهاض.
خلافاً لقرار أصدره سلفه، البابا بنديكتوس السادس عشر، أصدر البابا فرنسيس قراراً يحد من استخدام اللغة اللاتينية في الصلوات الطقسية بالكنيسة الكاثوليكية، لتيسير الفهم والمتابعة من قبل المصلين، وهو ما أثار غضب الجناح التقليدي المحافظ داخل الكنيسة.
طوال فترة وجوده في السدة البابوية، وحيث عاصر موجات عنيفة من النزوح واللجوء والهجرة نتيجة الحروب حول العالم، دعا قادة الدول الغربية إلى استقبال المهاجرين واحتوائهم، ما أزعج المتحوطين من التغير الديموغرافي في بلدانهم.
تقرير: مينا مكرم