Mask
Logo

أخبار-دولية

ميرتس يتعهد بجيش أوروبي قوي وألمانيا ترسم خطوط الدفاع من جديد

2025-05-23

في خطوةٍ تاريخية تُعيد تشكيل الخريطة الأمنية في أوروبا، أعلنت ألمانيا إنشاء أول وحدة عسكرية دائمة خارج أراضيها منذ أكثر من سبعين عامًا.

ليتوانيا هي موقع الوحدة، إحدى أكثر الدول حساسية على الحدود الشرقية لحلف الناتو، والرسالة: مواجهة التهديد الروسي المتصاعد، وبحلول عام 2027، سيتمركز نحو 5,000 جندي ألماني في ليتوانيا ضمن لواء مدرع متكامل، يضم أيضًا 200 موظف مدني.

ووصفت وزارة الدفاع الألمانية المشروع بأنه أحد أكثر المهام "تعقيدًا وطموحًا" في تاريخ الجيش، ولا سيما أنه يتمركز في منطقة مصنّفة بأنها هشّة على الحدود الشرقية للناتو.

وتتضح هشاشتها أكثر كونها دولة صغيرة تُحيط بها روسيا من جهة عبر جيب كالينينغراد، وبيلاروسيا من الجهة الأخرى، ما يجعلها الممر الأخطر على الحدود الشرقية للحلف.

وانتشار القاعدة الألمانية الجديدة داخل الأراضي الليتوانية، على مقربة من الخطوط الروسية، يحمل رسالة ردع واضحة، وتقول برلين إنها بهذه الخطوة ترسل إشارة واضحة بأنها ملتزمة بردع أي تهديد روسي، وتعزيز أمن دول البلطيق.

لكن الكرملين يقرأ هذا التوسع العسكري كتصعيد مباشر، وقد حذرت وزارة الخارجية الروسية من تحركات غير مسؤولة على حدودها، مشيرة إلى أن عسكرة ليتوانيا تُشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي.

وتشهد السياسة الأمنية الألمانية تحولًا جذريًا، بعد أن أقرّ البرلمان تشريعًا جديدًا لتحديث الجيش، يشمل حوافز مالية، ومرونة في الخدمة، وتوسيع نطاق الانتشار الخارجي، كجزء مما يسمّيه المستشار الألماني بـ"صحوة ألمانيا" بعد سنوات من التردد الدفاعي.

لكن، خلف هذا القرار، تتعمّق أزمة العلاقات الألمانية الروسية، فمن شراكة اقتصادية وثيقة، تحوّلت العلاقات إلى عداء سياسي وعسكري مُعلَن.

ومن ليتوانيا، تُعيد ألمانيا رسم خطوط الدفاع الغربية**، لكن كل خطوة إلى الأمام تزيد من احتمالات الاحتكاك مع روسيا، وتقرّب القارة من مرحلة استقطاب جديد، قد يكون الأخطر منذ عقود.


Logo

أخبار ذات صلة