في سابقة تُنذر بتحوّل استراتيجي خطير في الصراع بين طهران وتل أبيب، فجّرت وكالة أنباء "فارس" مفاجأة مدوية: محاولة اغتيال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان.

العملية وقعت خلال اجتماع بالغ الحساسية، ضم رؤساء السلطات الثلاث، إلى جانب أبرز القيادات الأمنية والعسكرية في البلاد. داخل قاعة مُحصّنة بالإسمنت المسلح، اخترقت ست قنابل دقيقة خارطة الأمان، واستهدفت المنافذ والمخارج ومسارات النجاة، في خطة لم تترك مجالاً للشك: "لا أحد يخرج حيًّا".

الوكالة كشفت أن الرئيس أصيب في ساقه أثناء محاولته الفرار عبر فتحة طوارئ، بينما وُصف الهجوم بأنه يحاكي أسلوب محاولة اغتيال حسن نصر الله، من حيث الدقة والهدف وتصفية الصف الأول من القيادة.

ما اعتبرته طهران نقطة تحوّل، يُشير إلى تغيير في قواعد الاشتباك التي تعتمدها إسرائيل، إذ لم تعد الهجمات تقتصر على منشآت بعيدة أو شخصيات من الصف الثاني، بل طالت الآن "وجوه النظام، وأعمدته، بل وحتى رأسه".

وبموازاة الانفجارات، انطلقت تحقيقات مكثّفة وسط شبهات بوجود "أعين من الداخل" و"جواسيس يعرفون ما لا يجب أن يُعرف"، وفق التقرير ذاته.

فارس لم تُخفِ قلقها، بل وضعته صراحة على الطاولة: إسرائيل تغيّر الاستراتيجية، والصراع بات يُدار في الظل، ويرسم خرائطه تحت الأرض.

وما حدث في 16 يونيو، بحسب الرواية الإيرانية، قد لا يكون النهاية... بل بداية لمرحلة أشد خطورة وغموضًا.

تقرير: مالك دغمان