على وقع انفجارات غامضة وتهديدات معلنة، تقف إيران وإسرائيل على حافة تصعيد جديد يبدو أقرب من أي وقت مضى.

وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حذر صراحة من احتمال تجدد الحملة ضد إيران، مؤكدًا أن الجيش أعد "خطة فعالة" لمنع طهران من استعادة برنامجها النووي.

رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، لمح من جانبه إلى أن العام المقبل سيكون عام الاستعداد والفرص العملياتية، مشددًا على أن إيران لا تزال في مرمى أهداف الجيش الإسرائيلي.

في المقابل، لم تتأخر طهران في الرد.

الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وفي أول مقابلة له بعد الحرب الأخيرة، وصف تهديدات إسرائيل بـ"الوهم"، مؤكدًا أن بلاده مستعدة لضرب العمق الإسرائيلي مجددًا، وأن البرنامج النووي الإيراني "لا يُقصف، لأنه في عقول علمائنا".

بل ذهب أبعد من ذلك، حين اتهم تل أبيب بالتكتم على خسائرها، معتبرًا أن دعواتها لوقف الحرب دليل على فشلها في تحقيق أهدافها.

وبينما تنشغل القيادات بالتصريحات، تعيش إيران على وقع سلسلة انفجارات وحرائق شبه يومية تضرب مصافي نفط، منشآت صناعية، وحتى مباني سكنية.

السلطات تعزو الأسباب إلى تسربات غاز أو أعطال فنية، لكن مسؤولين إيرانيين وغربيين يرون فيها ملامح حرب خفية، تقودها إسرائيل داخل العمق الإيراني.

تقارير عديدة تحدثت عن استهداف منشآت استراتيجية في عبادان ومشهد وطهران، وسط صمت رسمي يثير الشكوك ويزيد من قلق الشارع.

وفي ظل غياب الشفافية، تتصاعد الأسئلة: هل انتهت الحرب فعلاً؟ أم أنها انتقلت من المواجهة العلنية إلى ساحة حرب صامتة؟

ما يجري لا يبدو مجرد مناوشات عسكرية، بل صراع بين عقيدتين دفاعيتين متقدمتين، يُبقيان المنطقة معلقة بين هدنة مؤقتة وانفجار وشيك.

فالرهان اليوم لم يعد فقط على من يربح المعركة، بل على من يتجنب خسارة الشرق الأوسط بأكمله.

تقرير: علي الموسوي