في مشهد مأساوي يتكرر، يتدفق آلاف النازحين من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة شمال دارفور، هربًا من القتال العنيف بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وفي لقطات بثتها التنسيقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور، تُظهر مئات العائلات وهم يقيمون في خيام وملاجئ مؤقتة، بعد أن فروا من ويلات الحرب المستمرة.

مسؤولون في الأمم المتحدة أكدوا أن قوات الدعم السريع شنّت مؤخرًا هجمات على مخيمي زمزم وأبوشوروك، بالإضافة إلى مناطق داخل مدينة الفاشر. وتفيد تقارير أممية بمقتل أكثر من 300 مدني خلال يومين فقط من القتال.

وكما في الميدان، كذلك في المشهد السياسي والقضائي، إذ بدأت المحكمة السودانية أولى جلساتها لمحاكمة غيابية لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو حميدتي، وشقيقه عبد الرحيم، إلى جانب 14 من قادة الدعم السريع، بتهمة قتل والي ولاية غرب دارفور، خميس أبكر.

المحكمة التي عُقدت في مباني الهيئة القضائية بمدينة بورتسودان، استمعت إلى إفادات هيئة الاتهام التي تلاها النائب العام الفاتح محمد طيفور، مؤكدًا أن القضية متماسكة وتمثل خطوة مهمة في سبيل العدالة ومحاسبة المتورطين في الجرائم.

حميدتي وشقيقه متهمان بالمسؤولية عن خطف واغتيال والي غرب دارفور في يونيو من العام الماضي، وهي الحادثة التي وثّقتها مقاطع مصوّرة أظهرت تمثيلًا بجثته قبل التخلي عنها في العراء. وفي حال إدانتهم، قد تصل العقوبة إلى السجن المؤبد أو الإعدام.

في ظل هذا التصعيد، يتصاعد القلق من أن السودان يتجه نحو انقسام أو صراع طويل الأمد. صراع مستمر، وأزمة إنسانية تتفاقم.

تقرير: مالك دغمان