2025-07-26
في خضم واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في العالم، تتكشف في السودان خيوط لعبة سياسية خطرة، يعيد فيها قادة سابقون في نظام عمر البشير تنظيم صفوفهم، طمعًا في العودة إلى السلطة، ولو من بوابة الحرب.
أكثر من عامين على اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، معركة فتحت الباب واسعًا أمام الإسلاميين للعودة من الظل، بعدما أطاحت بهم انتفاضة شعبية عام 2019.
ولأول مرة منذ سنوات، يتحدث أحمد هارون، أحد أبرز وجوه النظام السابق والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، مؤكدًا وفق ما نقلت عنه رويترز أن حزبه، المؤتمر الوطني، يدعم استمرار الجيش في الحكم حتى بعد الحرب، ويطرح انتخابات كوسيلة "مشروعة" للعودة إلى السلطة.
لكن هذا الطرح، وفق مراقبين، يعكس محاولة واضحة لإعادة تدوير النظام القديم، في وقت تشير فيه وثائق اطلعت عليها رويترز إلى أن آلاف المقاتلين الإسلاميين يشاركون فعليًا في القتال إلى جانب الجيش، عبر وحدات شبه مستقلة، تلقت دعمًا وتدريبًا عسكريًا، بعضها يعيد للأذهان "قوات الدفاع الشعبي" التي عُرفت بها سنوات حكم البشير.
الجيش ينفي رسميًا أي تنسيق مع الإسلاميين، لكن تعيين عدد من مسؤولي النظام السابق في مناصب رفيعة خلال الأشهر الأخيرة، يثير الشكوك حول حقيقة العلاقة بين الطرفين.
وفي هذا المشهد الممزق، يخشى كثيرون من أن الحرب، التي بدأت كصراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو، تتحول شيئًا فشيئًا إلى صراع أيديولوجي، يعيد السودان إلى ماضٍ حاول أن يطوي صفحته.
تقرير: صهيب الفهداوي