2025-09-22
كَأنها حرب باردة جديدة تُفتح بين باريس وتل أبيب، إذ إن خطوة فرنسا بالاعتراف بدولة فلسطين فجرت أزمة سياسية مع إسرائيل ورفعت مستوى التوتر بين الجانبين، في مشهد تجلى عبر إلغاء زيارات رسمية ورفض استقبال وفود واستدعاء السفراء وصولا إلى التلويح بتقليص التعاون العسكري والدبلوماسي.
وردت إسرائيل بغضب علني، إذ اتهمت باريس بالانحياز وتعقيد الوضع، ولوحت بإجراءات وصفت في فرنسا بالخطوط الحمراء، بينها احتمال ضم أجزاء من الضفة الغربية أو إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس. أما باريس فأكدت أن الاعتراف قرار سيادي جاء لدعم حل الدولتين، وتوعدت بالرد بالمثل على أي خطوة تصعيدية إسرائيلية.
لكن خلف هذا التجاذب الدبلوماسي يبقى الفلسطينيون الأكثر تضررا، خاصة إذا ترافق الرد الإسرائيلي مع توسيع الاستيطان أو محاولات الضم. فرنسا تقول إن اعترافها بالدولة الفلسطينية هدفه إنقاذ ما تبقى من مشروع الدولتين وإعادة فتح أفق للسلام، غير أن الطريق يبدو مليئا بالعقبات ومفتوحا على مزيد من المواجهة السياسية مع إسرائيل.
وباعترافها بالدولة الفلسطينية، وضعت فرنسا نفسها في قلب مواجهة دبلوماسية مع إسرائيل، وهي خطوة تهدف إلى إعادة إحياء حل الدولتين، لكنها تفتح أيضا الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر في العلاقات بين البلدين.
تقرير: علاء الدين صلال