2025-06-23
كشفت صحيفة المدن اللبنانية الإلكترونية تفاصيل عن مضمون التقرير الفني الفرنسي الأول، الذي سُلّم للقضاء اللبناني في العام 2021، حول انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من آب عام 2020.
وكان القضاء الفرنسي سلّم القضاء اللبناني ثلاثة تقارير حول انفجار المرفأ، وبحسب "المدن" فإن التقرير الأول هو نتيجة لفحوص التربة التي أجراها فريق فرنسي متخصص في المرفأ، فيما الثاني هو مجموعة صور للأقمار الصناعية، أما الثالث هو تقرير فني تقني.
وتابعت "المدن" أنه كان من المفترض أن يُسلّم التقرير الفني النهائي منذ حوالى الشهر للمحقق العدلي طارق البيطار، وهو خلاصة التحقيقات الفرنسية بعد خمس سنوات من العمل، لكن الوفد القضائي الفرنسي لم يسلّمه بعد.
وفيما يلي ما توصلت إليه التحقيقات الفرنسية في التقرير الأول:
1 - اندلاع الحريق في العنبر (12) أدى إلى حصول انفجارين، من دون تحديد مكان انطلاق الحريق الأول؛ لأن الأدلة مُحيت بالكامل بسبب الانفجارين.
2- مصادر احتراق المنطقة عديدة، ويمكن أن تكون ناتجة عن أعمال تلحيم، أو مشكلة في التيار الكهربائي، أو سبب آخر (سيجارة غير مطفأة لموظف).
3- لم يتم مراعاة ظروف التخزين داخل العنبر لكافة المواد الموجودة من حيث عزلها أو توضيبها، أو من حيث الحرص على عدم تعرضها لحرارة مرتفعة.
4- لا يوجد تدخل خارجي لحصول الانفجار، كونه لو ثمة تدخلا خارجيا لكانت المواد انفجرت فورا من دون أن يسبق ذلك حريق.
5- بحسب المصادر، قدرت الكمية التي انفجرت بين الـ700 والـ1000 طنا من نيترات الأمونيوم.
6 - تبين للسلطات الفرنسية أن خطورة البضائع التي كانت موجودة في سفينة روسوس كانت مأخوذة بعين الاعتبار من قبل كافة المعنيين، ومنذ لحظة تفريغ نيترات الأمونيوم في العنبر 12، لكن لم تتخذ أية قرارات للحماية من خطورتها، وأهمل الأمر.
7- منذ رسو السفينة أي بتاريخ 25\11\2013 لم يقم أي معني أو مسؤول عن السفينة بأية مبادرة، بل ترك الأمر للمسؤولين اللبنانيين لحل هذه القضية.
8 - وصول السفينة إلى مرفأ بيروت لم يكن مخططا له سابقا، لكن أخذ القرار بعد أن واجه طاقم السفينة مشكلة في إفراغ البضاعة، وثانيا المشكلة المادية المتوجبة على السفينة لعبورها قناة السويس.
إلى ذلك، فإنه وفقا لمعلومات حصلت عليها الجهات المعنية في فرنسا، وفقا لـ"المدن" فإن القسم المتضرر من المرفأ مكون أساسا من العنابر، وبقربه كمية من القمح والذرة.
كما تبلغ مساحة العنبر (12) 5000 م2، خُزن فيه 2750 طنا من نيترات الأمونيوم. مواد أخرى وجدت داخل العنبر: الفتيل البطيء، براميل الكيروزين، علب زيت، مفرقعات نارية، براميل ميتانول. بدأت أعمال التلحيم في تمام الساعة الخامسة لأحد أبواب العنبر 12.
أما العنبر 12 فهو مبنى مكسو معدنيا، طوله 110 أمتار وعرضه 40 مترا، فيه ستة أبواب معدنية مزدوجة من كل جهة مرقمة من 1 إلى 6 من الشمال إلى الجنوب، ومن 7 إلى 12 من الجنوب إلى الشمال من الواجهة الشرقية.
وبعد الانفجار وجد على الطرف الشمالي للعنبر 12 على حافة الحفرة عدة عناصر مبعثرة مع أكوام التراب والرمل بسبب ضغط الانفجار ومنها: بقايا تغليف نيترات الأمونيوم، أكياس بيضاء مع طباعة باللون الأزرق، الأخضر، البرتقالي من بولياتيلان 50 كلغ من مؤسسةkemira.
كما أن كمية مهمة من المواد البيضاء عُثر عليها، هذه المواد ذابت ثم أصبحت كريستالا بسبب الحرارة المنبعثة من الانفجار.
وفيه حوالى 20 علبة معدنية ذهبية من الزيت، مقفلة ببلاستك أحمر مدون عليها أنها زيت غذائي، وفيه ايضا علب معدنية لونها رمادي ممزقة ومشوهة، وهي عبارة عن علب سعتها 50 ليترا من الميتانول من نوع فلوكا.
كما عثر على الكيروسين، وهي براميل زرقاء اللون سعتها 2000 ليترا، وهي براميل من الفولاذ تستخدم لنقل مواد خطرة سائلة، تحتوي على سائل شفاف، ونتيجة اختبار امتزاجه مع الماء واختبار اتجاه الأشعة تحت الحمراء التي أجريت عليه يدل على أنه سائل عضوي.
إلى ذلك، أظهرت أعمال الحفر وجود عدة لفائف فتيل مكلسة ملغمة، وعثر على عناصر أخرى: علبة بلاستيك زرقاء، قنينة جل استحمام، برميل ايتانول، قرطاسية، إطار، لفائف تغليف، لفائف أقمشة.
ووفق ما جاء في التقرير، فإن حريقا واحدا أدى لانفجارين في العنبر رقم 12، حريق في بيئة محصورة حيث تم تخزين العديد من المواد المقابلة للاحتراق، ونيترات الأمونيوم التي هي مناسبة لخلق ظروف التفجير، (أي تحلل أو احتراق تكون سرعته أكبر بكثير من سرعة الصوت). لم يتمكن الفرنسيون من تحديد مكان انطلاق الحريق؛ لأن الانفجارين أديا لمحو كل الأدلة.
وبحسب المقاطع المصورة، تابعت المدن نقلها لمضمون التقرير "بدأ الحريق في القسم الشمالي للمبنى، إشعاعات ومفرقعات نارية واضحة تماما، وتمدد الحريق باتجاه الجنوب/ الجنوب الشرقي. حصل الانفجار الأول، وعدة عناصر سقطت بين الدخان الكثيف، وأتى الحريق الثاني ومن ثم الانفجار."
وعند لحظة بدء الحريق ظهرت شعاعات تدل على المفرقعات، ولكن ليس في اللحظات الأولى للحريق، والانفجار قذف السفينةAMADEO ، الراسية على الرصيف 9.
كما أن امتداد الحريق أدى إلى الانفجارين، إضافة إلى وجود مواد مخزنة في العنبر رقم 12، قابلة للاشتعال وللتفجير في ظروف معينة.
وتضمن التقرير أن موجة مياه البحر تعلو بسبب ضغط الانفجار.
وعن فرضيات احتراق المنطقة الأولى، التي بدأت بها الكارثة فقد أشارت إلى :
1- أعمال التلحيم: تمت أعمال التلحيم قبل ساعات من بدء الحريق.
2- مشكلة الكهرباء: لم يعرف كم تبلغ مدة التركيب الكهربائي، في حال تمت أعمال على الإمدادات، إذا كان البناء مزودا بنظام السلامة من الحرائق.
3- استعمال شيء تافه: سيجارة غير مطفأة لموظف مثلا..
وعما استنتجت التحقيقات الفرنسية الأولية.. فقد جاءت على الشكل التالي:
· الاستنتاج في التقرير الأول: حريق سبق الانفجارين. لا تدخّل خارجي. لو ثمة تدخّل خارجي لكانت هذه المواد انفجرت فورا من دون أن يسبق ذلك حريق.