في قلب الزحام، وعلى مد البصر، أرواح تهتف: لبَّيك اللهم لبَّيك، من كل فج عميق، توافدوا، وأكثر من 2 مليون حاج، يحملون الشوق ذاته، ويخطون نحو ذات القبلة، حج 2025 ليس فقط عبورًا إلى البيت العتيق، بل عبور بين زمنين: زمن تفيض فيه القلوب، وزمن تشتبك فيه الأرواح بالتقنية.

 هنا لا تتيه الخطى، فالهاتف يرشدك، والأساور تحصي نبضك، والتطبيقات تهمس لك: "آن وقت الطواف... آن وقت السعي... آن وقت عرفات".

في سماء المشاعر، تحلق الطائرات المسيَّرة، وفي الأرض ترصد الكاميرات الذكية كل حركة، كل جمع، كل لحظة تدفق، خوارزميات تراقب الزحام، وبيانات تُحلَّل لتمنع التدافع، وتقود القوافل بسلاسة وطمأنينة.

لكن بين كل هذه التقنيات، هناك ما لا تبرمجه الخوارزميات: دمعة تنهمر عند جبل عرفات، رعشة قلب حين تقع العين على الكعبة، دعاء يُرفع في خضم الزحام، لا تلتقطه الكاميرات، بل تكتبه السماء.

حج 2025 موسم تواكبه التقنية، ولكن في هذه الرحلة، الزمن يتسارع، ولكن الخشوع لا يزال يمشي على مهل، هنا لا تنفصل السماء عن الأرض، ويبقى الإيمان هو الدليل الوحيد مهما تطورت الوسائل.

تقرير: مالك دغمان