2025-06-05
في مدينة دمشق، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يعيش المواطن السوري حالة من الترقب والأمل. فبعد سنوات من الحرمان والتردد، يعود رياض العفتير إلى سوق الأضاحي هذا العام، مفعما بالقدرة على الشراء. رياض، كغيره من السوريين، عانى لسنوات من ارتفاع جنوني في الأسعار، مدفوعا بالقيود المفروضة على حركة التجارة والضرائب الباهظة.
قياسا بالعام الماضي، شهدت أسعار الأضاحي انخفاضا يقارب النصف، وهذا بحد ذاته يعد مؤشرا إيجابيا على تحسن الأوضاع المعيشية ولو بشكل جزئي. هذا الانخفاض يعود بشكل كبير إلى زوال الأتاوات والضرائب غير الرسمية التي كانت تفرض على الشاحنات والمواشي بين المناطق المختلفة، مما خفف العبء على التجار والمربين وانعكس على سعر البيع النهائي.
لكن وراء هذا الانتعاش الظاهر، تكمن حقيقة أخرى. فبرغم تراجع الأسعار، أعداد المواشي تتناقص، فبينما يلوح الأمل، يخبئ الأفق تحديات الجفاف والتغيرات المناخية، ووطأة التصدير الجائر الذي يستنزف ثروة البلاد.
تقدم سوريا هذا العام مشهدا مزدوجا: بهجة انخفاض أسعار الأضاحي وانتعاش الأسواق بفضل زوال القيود وتحسن الاقتصاد بعد رفع العقوبات الأميركية والأوروبية. لكن يظل شبح نقص الثروة الحيوانية يهدد استمرارية هذا التحسن، فمصيره مرهون بما تحمله الأيام القادمة.
تقرير: محمود أبو راس